الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

مصاب بالعقم فهل يلزمه إخبار مخطوبته بذلك ؟

101162

تاريخ النشر : 27-04-2007

المشاهدات : 7206

السؤال

لي صديق يريد أن يتقدم لخطبة فتاة من عائلة أنا أعرفها جيداً ، ولكن فاجئني بأمر ألم به وهو (أنه قد أصيب بالعقم من جراء تناوله لدواء يعالج مرض جلدي مزمن وتحسنت حالته بهذا الدواء ولكن شفاءه من العقم ميئوس منه أو شبه مستحيل) ورغم هذا فإنه مُصر على أن يتقدم لخطبة الفتاة دون أن يعلمهم حقيقة مرضه بالعقم خوفا من رفضهم له، رغم نصيحتي وكلامي له تكرارا ومراراً من أن يعلمهم بهذا الأمر أو لا يتقدم للخطبة ، لكنه لا يستمع لي . هل علي إثــم لو أنني سكت عن هذا الأمر ولم أبلغ عائلة الفتاة بمرض هذا الصديق ؟ أفيدوني يرحمكم الله لأن هذا الأمر يرقني رغم أني أحاول منعه حتى الآن.

الجواب

الحمد لله.


اختلف الفقهاء رحمهم الله في العقم هل يعد عيبا في النكاح ؟
والصحيح أنه عيب ، لأن حصول الأولاد من أهم مقاصد النكاح ، والناس يعتبرون كتمان هذا العيب غشاً .
وقد قرّر ابن القيم رحمه الله أن كل عيب ينفر أحد الزوجين من الآخر ، ولا يحصل به مقصود النكاح من الرحمة والمودة ، فإنه يجب بيانه ويثبت الحق في فسخ النكاح إذا كتم هذا العيب ، ووافقه على ذلك بعض أهل العلم المعاصرين ومنهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، ورأى أن عدم الإنجاب عيب يوجب الخيار للزوج أو الزوجة .
قال رحمه الله : " والصواب أن العيب كل ما يفوت به مقصود النكاح ، ولاشك أن من أهم مقاصد النكاح : المتعة ، والخدمة ، والإنجاب ، فإذا وجد ما يمنعها فهو عيب ، وعلى هذا فلو وجدت الزوج عقيما ، أو وجدها هي عقيمة فهو عيب " انتهى من الشرح الممتع (12/220).
وانظر جواب السؤال رقم (43496)
وعلى هذا فالواجب على صديقك أن يخبر من يريد الزواج منها بعقمه ، فإن قبلت بذلك ، فلا حرج عليه في نكاحها ، وإن كتم ذلك ولم يبينه كان غاشا ، وكان لزوجته الخيار في الفسخ إن تبين عدم إنجابه . هذا ما يتعلق بصديقك .
وأما أنت فيجب عليك – بعد تأكدك من وجود هذا العيب ، وأنه لا يرجى الشفاء منه – أن تبين ذلك لوالد الفتاة ، فإن هذا من النصيحة لهم ، ويكفيك في ذلك أن تقول لهم : لا أشير عليكم به أو أنصحكم بالعدول عنه ونحو ذلك من العبارات ، فإن أبوا إلا أن تبين لهم السبب فلا حرج عليك في ذلك ، وليكن قصدك هو النصح لهم ، لا إيذاء صاحبك .
وحتى لا يكون هذا سبباً لإفساد ما بينك وبين صاحبك ، فليكن هذا الأمر سرّاً بينك وبينهم ، ولهم أن يتثبتوا من صحة كلامك بسؤال الطبيب الذي كان يعالج صاحبك ، ثم ليكن ردهم له من غير ذكر هذا السبب حتى لا تقع بينك وبينه عداوة أو بغضاء .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب