الاثنين 17 جمادى الأولى 1446 - 18 نوفمبر 2024
العربية

هل صح أن الحجب تنكشف بين الله وبين العباد وقت الإفطار من الصوم ؟

124410

تاريخ النشر : 03-11-2008

المشاهدات : 87483

السؤال

ورد في الحديث عن فضل الصيام : " أن موسى عليه الصلاة والسلام قال : يا رب ! لقد شرفتني بالتكلم معك بلا ترجمان , فهل أعطيت هذا الشرف لغيري ؟ فيقول الله سبحانه وتعالى : يا موسى ! سوف أرسل أمة من الأمم - والتي هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم - وهم ذو شفاه وألسن جافة , وأجسام نحيلة هزيلة ، وسوف يدعونني فيكونوا أقرب إلي منك . يا موسى ! بينما أنت تتكلم معي ، هناك 70000 حجاب بيني وبينك , لكن عند وقت الإفطار سوف لن يكون هناك أي حجاب بيني وبين أمة محمد صلى الله عليه وسلم " سؤالي هو : هل هذا الحديث صحيح ؟ لأنه قد انتشر على النت .

الجواب

الحمد لله.


ليس هذا الحديث من السنة النبوية ، وليس هو مما يعرفه الحفاظ والمحدثون في كتبهم ومسانيدهم ، ولا تتناقله إلا بعض الكتب التي ملأها أصحابها بالموضوعات والمكذوبات والقصص والخرافات ، ككتاب " نزهة المجالس ومنتخب النفائس " للمؤرخ الأديب عبد الرحمن بن عبد السلام الصفوري ، المتوفى سنة (894هـ)، ص/182-183 باب فضل رمضان والترغيب في العمل الصالح فيه "، وكذلك في تفسير " روح البيان " (8/112) لإسماعيل حقي الحنفي الخلوتي المتوفى سنة (1127هـ)، فقد ذكرا نحو هذا الحديث الذي يقصده السائل ، حيث جاء فيه : ( قال موسى عليه السلام : يا رب ! أكرمتني بالتكليم ، فهل أعطيت أحداً مثل ذلك ؟ فأوحى الله تعالى : يا موسى ! إن لي عباداً أخرجهم في آخر الزمان وأكرمهم بشهر رمضان فأكون أقرب لأحدهم منك ؛ لأنك كلمتني وبيني وبينك سبعون ألف حجاب ، فإذا صامت أمة محمد صلى الله عليه وسلم حتى ابيضت شفاههم ، واصفرت ألوانهم، أرفع الحجب بيني وبينهم وقت إفطارهم . يا موسى ! طوبى لمن عطش كبده ، وأجاع بطنه في رمضان )
ثم إن في متن هذا الحديث ما يدل على نكارته ، وذلك في قوله في الحديث ( فأكون أقرب لأحدهم منك – يعني موسى عليه السلام )، والمعلوم في عقائد المسلمين أن الرسل والأنبياء أفضل من جميع البشر سواهم ، فكيف وموسى عليه السلام من أولي العزم من الرسل ، فكيف يتقرب الله إلى عباده أكثر من نبيه موسى عليه السلام ، وقد قال في حقه جل وعلا : ( وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ) مريم/52، قال ابن عباس رضي الله عنهما : " أُدنيَ حتى سمع صريف القلم " – يعني بكتابة التوراة -. انظر: " تفسير القرآن العظيم " للحافظ ابن كثير (5/237).
والخلاصة : أن هذا الحديث المذكور ليس في شيء من الكتب المعتمدة ، ولا يجوز نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا اعتقاد ما فيه .
والله أعلم .
 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب