السبت 22 جمادى الأولى 1446 - 23 نوفمبر 2024
العربية

عملها صياغة النشرات الدعوية وتقتبسها من غيرها

السؤال

طبيعة عملي صياغة نشرات دينية وتوعوية لمركز إسلامي ، ولكني غير مبدعة في الكتابة ، فأضطر لأن أستفيد من الأشعار والكتابات الأدبية لشعراء وكتاب عدة وأقتبس التشبيهات والتراكيب البلاغية والعبارات الغريبة والألفاظ الجميلة وطرق العرض الإبداعية والجديدة وأحاول تغييرها قليلاً بإضافة وحذف بعض الكلمات لتتناسب مع موضوع النشرة التي أكتبها بحيث تكون المقالة بفقراتها عبارة عن تركيب مع تغيير ولا أضيف جملاً من عندي ألا نادراً ، وتظهر المقالة مؤثرة جدا وتخدم الفكرة الأساسية ، فهل تعتبر هذه سرقة ولا يجوز لي عمل ذلك ، ظللت على هذه الحال أكثر من سنتين ولكني انتبهت الآن ولا أستطيع مصارحة أرباب العمل وزميلاتي بالحقيقة ، فهل يعتبر الراتب الذي آخذه مالاً حراماً ؟

الجواب

الحمد لله.

لا حرج في الاستفادة والاقتباس مما كتبه الآخرون من العبارات الجميلة ، والألفاظ المنمقة ، وطرق العرض الإبداعية على النحو الذي ذكرت ، بحيث يخرج المقال مؤثراً متناسقاً ، فلم يزل الكتاب يأخذ بعضهم من بعض . والبحث عن المادة ، والتأليف بين الجمل والفقرات واختيار المناسب منها عمل يحتاج إلى جهد ووقت ، ولعلك من خلال هذه الممارسة تصلين إلى مرحلة تستغنين فيها عن كثرة الاقتباس .

والممنوع في هذا المقام هو سرقة مقالات الآخرين أو نشراتهم أو سرقة أجزاء متكاملة منها ، وأما اقتباس الجمل والكلمات من عدة مقالات ، فلا يظهر أن ذلك يدخل في السرقة .

ومن المحظور كذلك : تشبع الإنسان بما لم يعط ، وإيهام الزملاء بأن هذه الكتابة المؤثرة من إبداعه وإنتاجه ، بل ينبغي أن يكون الإنسان صادقا مع نفسه وغيره ، فيشير إلى أن جهده هو الجمع والتنسيق واختيار الكلمات والجمل المناسبة والاستفادة من أعمال الآخرين .

فعن أسماء رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ ) رواه البخاري (5219) ومسلم (2129) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب