الثلاثاء 9 رمضان 1445 - 19 مارس 2024
العربية

حديث موضوع : ( نوم العالم خير من عبادة الجاهل )

السؤال

هل هذا الحديث صحيح : ( نوم العالم خير من عبادة الجاهل ) ؟

الجواب

الحمد لله.


أولا :
هذا القول ( نوم العالم خير من عبادة الجاهل ) ليس بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس أثرا عن أحد من الصحابة والتابعين ، ولا يعرف في كتب السنة والحديث ، ولم نقف عليه في شيء كتب السنة المعتبرة ، بعد البحث والتحري .
وإنما وجدناه في كتب الشيعة التي هي منبع الوضع والكذب ، وذلك في كتاب " من لا يحضره الفقيه " (4/352-367) للشيخ الصدوق (ت381هـ)، حيث يقول :
" روى حماد بن عمرو ، وأنس بن محمد عن أبيه ، جميعا – يعني حمادا ومحمدًا والد أنس - عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له : - وذكر حديثا طويلا جدا ، وفيه : ( يا علي ! نوم العالم خير من عبادة العابد )، وعن هذا الكتاب تناقلته الكثير من كتب الشيعة ، مثل " مكارم الأخلاق " للطبرسي (ت548هـ) (ص/441)، و" بحار الأنوار " للمجلسي (2/25) وفي مواضع أخرى.
وعلامة الكذب بادية على هذا الحديث ، فحماد بن عمرو ، ومحمد والد أنس : كلاهما مجهولان غير معروفين بالرواية عن جعفر الصادق ، ولا ذكر لهما في كتب السنة ، بل ولا في كتب الشيعة ، حتى قال محقق كتاب " من لا يحضره الفقيه " (1/536) - عند ذكر الشيخ الصدوق إسناده إلى حماد بن عمرو وأنس - قال : " حماد بن عمرو ، لعله النصيبي ، غير مذكور ، وكذا أنس بن محمد ، وفي الطريق إليهما مجاهيل ، وكأنهم من العامة – يعني أهل السنة! -" انتهى.
ولما ترجم له أبو القاسم الخوئي في " معجم رجال الحديث " (7/235) لم ينقل عن أحد توثيقه ، بل قال أيضا : "طريق الصدوق إليه في وصية النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام...ضعيف بعدة من المجاهيل " انتهى.
ويكفيك أن تعلم أن مئات الأحاديث التي تروى عن جعفر الصادق إنما تروى بهذا الإسناد إليه ، الذي يقر فيه بعض الشيعة باشتمالها على المجاهيل ، والمجهول مطية الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقريب من الكلام المذكور قول بعضهم : " نوم العالم عبادة " ، وهذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أيضا . قال الملا علي القاري رحمه الله : " لا أصل له في المرفوع " انتهى من "الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" (ص: 374)
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب