الثلاثاء 9 رمضان 1445 - 19 مارس 2024
العربية

إثبات صفة اليدين لله وجواز الدعاء بصفة من صفات الله

172588

تاريخ النشر : 01-11-2011

المشاهدات : 26482

السؤال


أبدأ دعائي بتعظيم الله عز وجل وأقول : " يا رب ! يا من بيديه كل القوة والجبروت "، والآن لدي وسواس بأن دعائي بهذا الشكل يمكن أن يكون تحديدا لله عز وجل ، مع أن نيتي هي أني أقصد أنه لا قوة إلا لله ، ولا سلطان إلا له وحده . شيخنا الكريم أرجو منكم التوضيح إن كان في كلامي كفر والعياذ بالله ؛ لأني أشعر بخوف شديد تجاه هذا الأمر .

الجواب

الحمد لله.


أولا :
لا حرج في ثناء المسلم على ربه عز وجل بقوله : يا من بيده القوة والجبروت ، وليس في ذلك تحديد أو تجسيم ، فهو سبحانه له القوة والعظمة ، وبيده الملك ، كما قال سبحانه : ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) الملك/1 ، وقال عز وجل :  أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا البقرة/165، وقال: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ الذاريات/58، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في ركوعه :  سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ رواه أبو داود (83) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
وهذا الثناء يتضمن إثبات صفة اليد لله سبحانه ، وهي صفة ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع ، ومن ذلك : قوله تعالى: قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ص/75 ، وقوله : وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ المائدة/ 64 .
ومن السنة : قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا رواه مسلم (2759 ) .
وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة : ... فيأتونه فيقولون : يا آدم! أنت أبو البشر ؛ خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه  رواه : البخاري (3340) ، ومسلم (194) .
إلى غير ذلك من الأدلة المستفيضة .
قال أبو الحسن الأشعري رحمه الله في "رسالته إلى أهل الثغر" ص (225): " وأجمعوا على أنه عَزَّ وجَلَّ يسمع ويرى ، وأنَّ له تعالى يدين مبسوطتين " انتهى .

فما ثبت بالكتاب والسنة وأجمع عليه أهل العلم كيف يكون في قلبك حرج منه ؟!
والواجب على العبد أن يذعن للنصوص ، ويسلّم لها ، ويعتقد أنها الحق ، ولا يعارضها بقياس أو معقول .
ثانيا :
الوسواس لا يأتي بخير ، بل يصيب القلب بالاضطراب ، والنفس بالقلق ، ويقعد عن العمل ، ويحيل الحياة إلى مشقة وعنت ، فالواجب الحذر منه ، والتمسك بالكتاب والسنة ، والإيمان بأن ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله حق ، دون تكلف أو تعمق ، أو تشبيه أو تأويل .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب