الخميس 9 شوّال 1445 - 18 ابريل 2024
العربية

هل يتصدق الحي عن الميت إذا رآه في منامه ؟

السؤال


تعتقد أمي وبعض الناس أن على من رأى ميتا في المنام أن يتصدق عن ذلك الميت ! فقد رأت أمي جارة لنا توفيت قديما فأخبرتني أنها ستتصدق عنها ، كما أنها رأت مرة فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأطعمتنا ذرة مقلية وشايا صدقة منها على فاطمة ، الشيء الذي رابني وأزعجني ، أرجو بيان حكم الشرع في التصدق الميت عقب رؤيته في المنام .

الجواب

الحمد لله.


سبق في جواب السؤال رقم : (42384) الكلام على جواز الصدقة عن الميت ، كما سبق في جواب السؤال رقم : (157073) الكلام عن بعض الرؤى التي يدل ظاهرها على حاجة الميت لما ينتفع به من الأحياء ، من دعاء أو صدقة أو قضاء دين أو نحو ذلك .

فهاتان الحالتان : الصدقة عن الميت ابتداءً ، والصدقة عنه في حال كان ظاهر الرؤية يدل على حاجته للصدقة : أمر لا بأس به .
وأما اعتقاد أنه بمجرد رؤية الميت في المنام ، يجب ، أو يستحب الصدقة عنه : فهذا لا أصل له ، ولا دليل عليه ، بل هو إلى البدعة أقرب .

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : من رأى شخصاً غريباً في المنام ، مثال : العم أو الجد أو الخال ... الخ ، فهل يلزم التصدق عمن رآه في المنام ؟
فأجاب رحمه الله : " لا يلزم أن يتصدق عن الميت إذا رآه في المنام على أي حالٍ كان ، وإنما إذا رأى الميت على حالٍ تسره ، فإن هذا خيرٌ له ويحدث به الإنسان من يحب ، وإذا رآه على حالٍ مكروهة ، فإن المشروع فيمن رأى ما يكره : أن يستعيذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ، وأن يتفل على يساره ثلاث مرات ، وأن ينقلب عن جنبه الذي كان عليه إلى الجنب الآخر ، وألا يحدث بذلك أحداً ، فإن عاد إليه مرةً ثانية في منامه ، فليقم ويتفل عن يساره ثلاث مرات ، ويستعيذ بالله من شرها ومن شر ما رأى ومن شر الشيطان ، ويذكر الله ، ويتوضأ ، ويصلى ، حتى يزول عنه هذا الحلم الذي رأى فيه ما يكره ؛ لأن الشيطان يتمثل بالأشياء التي تحزن المرء وتدخل عليه الهم والغم ، وقد أشار الله تبارك وتعالى إلى محبة الشيطان لما يحزن المرء ، فقال : ( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ ) ، فدل هذا على أن الشيطان حريصٌ على ما يحزن المرء ويضيق صدره ويدخل عليه الهم والغم " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" الشريط رقم(46).

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب