الثلاثاء 9 رمضان 1445 - 19 مارس 2024
العربية

صوم الأيام البيض على التقويم القمري لا الشّمسي

السؤال

أنا مسلم جديد وقد بدأت بأداء شعائر الدين ومن بينها صوم رمضان الذي أسعدني جداً وأحببت أن أقوم بصيام تطوعي وعلمت أن صيام 13 و 14 و 15 من كل شهر هو من السنة وهي تسمى الأيام البيض فقمت بصيامها على التقويم الشمسي ، فهل ما قمت به عمل صحيح ؟.

الجواب

الحمد لله.

هنيئا لك بمنّة الله عليك بأن هداك لهذا الدّين وجعلك تتلذّذ بطاعته وتستمتع بعبادة الصّيام التي هي من أجلّ العبادات وأفضلها وهاك نبذة من الفضائل المتعلّقة بالصيام  :

فضل الصيام عظيم ومما ورد في ذلك من الأحاديث الصحيحة : أن الصيام قد اختصه الله لنفسه وأنه يجزي به فيضاعف أجر صاحبه بلا حساب لحديث : ( إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ) البخاري 1904 ، ( وأن الصوم لا عِدل له ) النسائي 4/165وهو في صحيح الترغيب 1/413  ، ( وأن دعوة الصائم لا تُردّ ) رواه البيهقي 3/345 وهو في السلسلة الصحيحة  1797 ، ( وأن للصائم فرحتين إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربّه فرح بصومه ) رواه  مسلم 2/807  ، ( وأن الصيام يشفع " للعبد يوم القيامة  يقول : أي ربّ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ) " رواه أحمد 2/174 وحسّن الهيثمي إسناده : المجمع 3/181 وهو في صحيح الترغيب 1/411 ، وأن ( خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) مسلم2/807  ، وأن ( الصوم جُنّة وحصن حصين من النار ) رواه أحمد 2/402 وهو في صحيح الترغيب 1/411 وصحيح الجامع 3880 ، وأنّ ( من صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا ) رواه مسلم 2/808 ، وأنّ ( من صام يوما ابتغاء وجه الله خُتم له به دخل الجنّة ) رواه أحمد 5/391 وهو في صحيح الترغيب 1/412 . وأن (ّ في الجنة بابا  يُقال له الريان يدخل منه الصائمون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد ) البخاري 1797 .

وصيام التطوع يجبر نقص صيام الفريضة ، ومن أمثلته عاشوراء وعرفة وأيام البيض والاثنين والخميس وست من شوال والإكثار من الصيام في محرم وشعبان .

والمقصود بالأيام البيض هي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كلّ شهر قمري لقوله تعالى : ( يسألونك عن الأهلّة قل هي مواقيت للناس والحجّ ) فالعبادات والعُدَد ( للمطلقة والمتوفى عنها زوجها وغير ذلك ) كلّها مبنية على الأشهر القمرية لا الشّمسية ، والصيام الذي صمته على التقويم الشّمسي الميلادي لا يُطابق - في الغالب - التقويم القمري وعلى أية حال أنت مأجور إن شاء الله على الأيّام التي صمتها باعتبار أنّك صمتها نافلة لله تعالى ، ولكن إن أردتّ الأجر الخاص بصيام أيّام البيض بالذّات التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم فعليك أن تتعرّف على التقويم القمري وتضبط صيامك بناء عليه ، ونسأل الله أن يزيدك من فضله ويُثبّتك على دينه ويوفقّك للعمل بمرضاته ويُجزل لك الأجر والمثوبة إنّه سميع مجيب ولا تنسنا يا أخي من دعائك في صيامك ، وصلى الله على نبينا محمد .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد