الثلاثاء 9 رمضان 1445 - 19 مارس 2024
العربية

تحريف القرآن عند الرافضة

السؤال

سمعت من أحد الزملاء الشيعة بأنه يوجد عندهم سورة لا توجد في مصحفنا ، فهل هذا صحيح ؟ هذه السورة تُسمى سورة " الولاية ".

الجواب

الحمد لله.

أما " سورة الولاية " فقد أقر بعض علماء الشيعة وأئمتهم بوجودها ، ومن أنكر ذلك منهم فإنما يفعل ذلك تقية ، وممن صرَّح بوجودها المسمَّى " ميرزا حسين محمد تقي النوري الطبرسي " – توفي سنة 1320 هـ - فقد ألف كتاباً زعم فيه أن القرآن الكريم قد حرف ، وأن الصحابة قد أخفوا منه أشياء منها سورة الولاية ، وقد أكرمه " الرافضة " بعد موته بدفنه في " النجف " ، وقد طبع كتاب الطبرسي هذا في إيران سنة 1298هـ ، وعند طبعه قامت حوله ضجة لأنهم كانوا يريدون أن يبقى التشكيك في صحة القرآن محصوراً في خاصتهم ومتفرقاً في مئات الكتب المعتبرة عندهم ، وأن لا يجمع ذلك كله في كتاب واحد ، قال في بداية كتابه :

هذا كتاب لطيف وسفر شريف ويسمى ، بـ" فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب " ... وقد ذكر آيات وسوراً يزعم أن الصحابة حذفوها وأخفوها ، ومنه " سورة الولاية " ونصها عندهم – كما في الكتاب - :

" يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنبي والولي الذين بعثناهما يهديانكم إلى الصراط المستقيم نبي وولي بعضهما من بعض وأنا العليم الخبير ... " ، وسورة أخرى عندهم يسمونها سورة النورين : " يأيها الذين آمَنوا آمِنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب يوم عظيم . بعضهما من بعض وأنا السميع العليم . إن الذين يوفون بعهد الله ورسوله في آيات لهم جنات النعيم . والذين كفروا من بعد ما آمنوا بنقضهم ميثاقهم وما عاهدهم الرسول عليه يقذفون في الجحيم . ظلموا أنفسهم وعصوا وصية الرسول أولئك يسقون من حميم ...

 إلى آخر هذه السخافات .

وقد اطلع الأستاذ محمد علي سعودي - الذي كان كبير خبراء وزارة العدل بمصر - على مصحف إيراني مخطوط عند المستشرق " براين " فنقل منه هذه السورة بالتلغراف ، وفوق سطورها العربية ترجمتها باللغة الإيرانية.

وكما أثبتها الطبرسي في كتابه " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب " فإنها ثابتة أيضاً في كتابهم " دبستانمذاهب " باللغة الإيرانية لمؤلفه محسن فاني الكشميري ، وهو مطبوع في إيران طبعات متعددة ، ونقل عنه هذه السورة المكذوبة على الله المستشرق " نولدكه " في كتابه " تأريخ المصاحف " ( 2 / 102 ) ، ونشرتها " الجريدة الآسيوية الفرنسية " سنة 1842 ( ص 431 – 439 ) .

وقد ذكرها – أيضاً - : ميرزا حبيب الله الهاشمي الخوئي في كتابه " منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة "  ( 2 /  217 ) ، و محمد باقر المجلسي في كتابه " تذكرة الائمة " ( ص 19 ، 20 )  باللغة الفارسية منشورات مولانا- ايران .

انظر كتاب : " الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة " لمحب الدين الخطيب 

وهذا الزعم منهم تكذيب لقول الله تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) الحجر / 9 ، ولذلك أجمع المسلمون على كفر من زعم أن في القرآن تبديلاً وتحريفاً .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

وكذلك من زعم منهم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة ونحو ذلك ، وهؤلاء يسمَّون القرامطة والباطنية ، ومنهم التناسخية ، وهؤلاء لا خلاف في كفرهم .

" الصارم المسلول " ( 3 / 1108 – 1110 ) .

قال ابن حزم :

القول بأن بين اللوحين تبديلا : كفر صحيح وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

" الفِصَل في الأهواء والملل والنِّحَل " ( 4 / 139 ) .

 والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب