الحمد لله.
أولا :
ورد هذا الدعاء مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما أخرجه الحاكم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو ( اللهم إني أسألك عيشة نقية، وميتة سوية ، ومردا غير مخز ، ولا فاضح ) .
وقد ضعَّف هذا الحديث جماعةٌ من العلماء ، منهم الذهبي ، والألباني في السلسلة الضعيفة (6/461) .
ولا يعد تضعيف العلماء لهذا الحديث مانعا من الدعاء به ، فإن معناه صحيح مستقيم ، لا خلل فيه ، ولا نكارة في لفظه ؛ ثم إن جُمَله حسنة التقسيم والرصف .
فلا حرج على من دعا بهذا الدعاء ، كما يدعو بما شاء من خير الدنيا والآخرة ، لكن من غير أن يعتقد أنه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو أن له فضلا خاصا .
وينظر جواب السؤال رقم : (131985) .
ثانيا :
قال المناوي في شرح ألفاظ الحديث :
(اللهم إني أسألك عيشة نقية) أي زكية راضية مرضية .
(وميتة سوية) أي معتدلة ، فلا أرد إلى أرذل العمر ، ولا أقاسي مشاق الهرم .
(ومردا غير مخز) أي مرتجعا إلى الآخرة غير مذل ، ولا موقع في بلاء .
(ولا فاضح) أي ولا كاشف للمساوي والعيوب . ينظر " فيض القدير " (2/135) .
ولو أراد الداعي بالميتة السوية : الخاتمة الحسنة ، احترازا من الخاتمة السيئة المعوجّة ، فإن لكل امرئ ما نوى ، ما دام اللفظ يحتمله .
والله أعلم .
تعليق