الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

حكم مشاهدة " المصارعة الحرة "

222123

تاريخ النشر : 09-09-2014

المشاهدات : 61149

السؤال


ما حكم مشاهدة مباريات المصارعة الحرة رجال حرام أم لا ؟

الجواب

الحمد لله.


ما يتم عرضه على شاشة التلفاز من المصارعات الحرة ، لا يخلو في الغالب من منكرات ، ومن تلك المنكرات :
1. كشف العورات ، فالعادة أن المتصارعين في تلك اللعبة يكشفان عن الفخذ وما حوله ، ولا يستران من العورة ، إلا العورة المغلظة فقط ، وسترتها أيضاً إنما يكون بلباس ضيق يحجم الأعضاء ، ولا شك أن في ذلك فتنة على الناظر .

2. ما تحتويه لعبة " المصارعة الحرة " من الضرر والأذى بالمتصارعين ، فكل واحد منهما يحاول أن يتغلب على الآخر ، ولو بإلحاق الضرر بصاحبه ، وقد سبق في الموقع تحريم الملاكمة ؛ لما فيها من ضرر على البدن ، وذلك في جواب السؤال رقم : (10427) ، وأما ما يحدث من الضرر والأذى والعدوان في المصارعة : فهو أضعاف ما يحصل في الملاكمة .
3. الاختلاط المنكر الحاصل بين الجنسين عادةً في مدرجات تلك اللعبة ، مما قد يكون ذلك سبباً في وقوع نظر الشخص المشاهد لتلك اللعبة عبر شاشة التلفاز على ذلك الأمر المحرم .
وقد يعرض أحياناً في تلك المباريات مشاهد من مصارعة النساء مع بعضهن ، وفي ذلك فتنة على الرجل والمرأة ، وإن كان هو في حق الرجل أشد فتنة ، كما يعرض - وهو الغالب – بين الرجال أنفسهم ، وفي ذلك فتنة على النساء ممن يشاهدن تلك المباريات .
4. متابعة المصارعة الحرة ، لا شك أن فيها مضيعة للوقت والزمان الذي هو رأس مال الشخص في هذه الحياة ، كما أن المتابع والمشاهد لتلك المباريات ، قد يحصل له بتلك المتابعة تفويت للصلاة ، خاصة صلاة الفجر ، وذلك بسهره إلى ساعات متأخرة من الليل في مشاهدة تلك البرامج .

وقد سئل الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله :
كثيرٌ من النساء يشاهدن عبر شاشة التلفاز المصارعة الحرة ، وهذه المصارعة هي عبارة عن رجال يغطون فقط العورة المغلَّظة ، وأيضًا ينظرون إلى لاعبي الكرة وأفخاذهم مكشوفة ، فما حكم ذلك للنساء وأيضًا للرجال ؟

فأجاب : " النظر إلى هذه المواضع من النساء ، الغالب فيهن أنهن يفتن بذلك بلا شك ، والحكم للغالب ، والنادر لا حكم له ؛ ولهذا يتأتى المنع من وجهين :
الأول : ما فيه من مفسدة النظر إلى مكان يوجب الوقوع في المحظور ، والله تعالى أمر النساء بغض أبصارهنّ ، فلا يشرع للمرأة النظر إلى الرجل إلا عند الحاجة الموجبة لذلك ؛ لأن الغالب وقوعها في الفتنة ..... .

الثاني : لما فيه من إضاعة الوقت ، وبنقل الثقات أن الغالب في هذه الأمور ، أنها تقع في ساعات متأخرة من الليل ، تضيع معها صلاة الفجر على الناس .

ولهذا لا ينبغي على الإنسان أن يتعاطى هذه الأسباب الموجبة لفتنته في دينه ، فمن ثَم فالأولى منعها من ذلك " انتهى .

ar.islamway.net/fatwa/4062

وبناءً على ما سبق ، من أن المصارعة الحرة في الوقت الحالي لا تخلو من أمور محرمة في الغالب ، فإنه يحرم مشاهدتها ، سواء من الرجال أو من النساء .

لكن لو قدر أن بعض الناس تصارعوا على صورة معتادة ، من غير ما يكون من المصارعة المعروفة التي تنقل "مصارعة المحترفين" : فهذه لا بأس بها ، وفيها ترويح عن النفوس ، وتقوية للأبدان .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : " أما المصارعة الحرة التي ليس فيها خطر ولا أذى ، ولا كشف للعورات ، فلا حرج فيها ; لحديث مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم ليزيد بن ركانة " انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (4/411) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

موضوعات ذات صلة