الخميس 16 شوّال 1445 - 25 ابريل 2024
العربية

عرض على عضو اللجنة التي ستناقشه المشكلة التي تقابله ، ويخشى أن يكون ذلك من الغش .

222777

تاريخ النشر : 10-06-2015

المشاهدات : 3867

السؤال


أنا طالب بالجامعة مصاب بالوسواس القهري منذ أربع سنين ، مشكلتي أنني أنجزت بحثا للحصول على شهادة الإجازة الليسانس فواجهت مشكلة مع برنامج قمت بإعداده على الحاسوب ، المشكلة أن البرنامج لا يشتغل جيدا حيث يعطيني نتائج صحيحة وأخرى خاطئة ، وكان علي تقديم البرنامج ونتائجه أمام لجنة من الأساتذة ستقيم عملي يعني ستعطينا درجات على البحث ، فقمت باطلاع الأستاذ المشرف علي بالمشكلة ، فأمرني بأخذ النتائج الصحيحة وعرضها ، علما أن هذا الأستاذ المشرف علي عضو في اللجنة التي ستقيم البحث ، ومخافة الوقوع في الغش أخبرت عضوا آخر من اللجنة بالأمر وقمت باطلاعه قبل تقديم البحث على كل تفاصيل المشكلة ، وقمنا بتقديم العمل فعلا أمام ثلاثة أساتذة أخبرت اثنان منهما بالمشكلة ولكنني أتعذب خوفا من أن أكون قد غششت فأحصل على الشهادة وأعمل بها فيكون المال حراما وأعيش في الحرام حتى أموت ، أرجوكم ساعدوني ، فأنا لم أعد أصلي جيدا بسبب هذا ، ولم أعد أفعل الطاعات ؛ لأنني أقول في نفسي إذا كانت الشهادة عن غش فلن تنفعني الطاعات وحياتي مدمرة بالكامل ، ولا سبيل للتوبة لأنني سأظل أعمل دائما بتلك الشهادة ، أرجوكم أنقذوني من هذا العذاب فأنا أخاف أن أفقد عقلي بهذا الأمر، لقد قمت بإخبار عضوين من اللجنة المكونة من ثلاثة أعضاء بالموضوع قبل تقديم البحث ألا يعد هذا كافيا لي ؟ للعلم فهذا البرنامج الذي قمت بإعداده أقوم بإدخال معطيات عن طريق الحاسوب فيعطيني نتائج صحيحة وعند ما أغير هذه المعطيات وأدخل أخرى يعطيني نتائج خاطئة وهذا هو العيب والمشكلة فيه .

الجواب

الحمد لله.




أولا :
قبل أن نتكلم في خصوص هذه المشكلة ، نقول لك : إن الواجب عليك أن تنقذ نفسك ، وقلبك ، وعقلك ، ودينك ، وحياتك كلها ، من الاستسلام لداء الوساوس ، فإنها متى استمكنت منك ، أفسدت عليك أمر دنياك ، وآخرتك . وها أنت قد رأيت : كيف أن الوسوسة في أمر كهذا ، كدر عليك عيشك ، حتى تركت الصلاة ؛ فماذا بعد ترك الصلاة تنتظر ، يا عبد الله ؟!
وخير ما تعالج به نفسك : ألا تلتفت إلى هذه الوساوس ، في شيء من أمرك دينك ، ودنياك ، صغيرا كان ذلك الشيء ، أو كبيرا ؛ فاصرف قلبك وفكرك عنها ، وأقبل على شأنك ، كأنها لا شيء .
ثم ؛ لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ، آناء الليل ، وآناء النهار ، في الصباح والمساء ، وفي أدبار الصلوات ، وعند نومك ، وطعامك وشرابك ، ومدخلك ومخرجك ، وفي شأنك كله ؛ فما حصن العبد نفسه من الشيطان ، وكيده ، ووساوسه ، بمثل ذكر الله تعالى .
ولا مانع من أن تجمع مع ذلك العلاج الطبي ، فتذهب إلى طبيب أخصائي مؤتمن ، لتتعالج عنده من هذه الظاهرة المرضية ؛ فالجمع بين العلاجين نافع مفيد ، إن شاء الله .

ثانيا :
لا يظهر لنا مما ذكرت أنه قد حصل منك غش ، فأمر الخطأ في النتائج النهائية ، لأجل مشكلة في البرنامج : ممكن جدا ، ومألوف كثيرا .
والمهم أن تكون قد اتبعت الخطوات العلمية الصحيحة في بحثك .

وتتأكد براءة الذمة بعرضك المشكلة على أستاذ آخر عضو في لجنة التحكيم ، ومثل هذا كاف لبراءة الذمة ، إذا كان كل منهما معروفا بالأمانة .

ثالثا :
إذا افرضنا جدلا أن ما حصل منك كان غشا ، وكنت قد حصلت على وظيفة بعد ذلك ، ومضيت فيها ، كما يمضي الناس في وظائفهم ؛ فقد أفتى أهل العلم أنه : إذا غش الطالب في الامتحان ، ونجح بسبب هذا الغش ، وحصل على شهادة وعمل بتلك الشهادة ، ونجح في عمله فلا حرج عليه في الاستمرار في وظيفته ، وأخذ راتبه ، وكل ما عليه أن يتوب من الغش السابق ، إذا افترضنا أنه حصل .
وبذلك أفتى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ، وغيره من أهل العلم .

انظر إجابة السؤال رقم : (26123) ، ورقم : (69820) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب