الخميس 16 شوّال 1445 - 25 ابريل 2024
العربية

حول كتاب (التفسير والمفسرون) للشيخ الذهبي

223568

تاريخ النشر : 14-01-2015

المشاهدات : 22269

السؤال


هل كتاب "التفسير والمفسرون" للدكتور محمد حسين الذهبي، كتاب جيد؟ لقد قرأت الكتاب فوجدت أنه يتحدث عن المفسرين الأوائل وطريقة تفسيرهم، وتحدث أيضاً عن الصوفية والأشعرية ومنهجهم في التفسير وكيف أنهم ضلوا عن منهج السلف..الخ.

الجواب

الحمد لله.


أولا: كتاب (التفسير والمفسرون) هو رسالة دكتوراه تقدم بها المؤلف الدكتور محمد السيد حسين الذهبي رحمه الله عام (1365) هـــ (1946م) ، لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر.

يعد الكتاب أول دراسة شاملة لمناهج عدد كبير من المفسرين ، حيث ابتدأ المؤلف أولا بالحديث عن التفسير في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وذكر أشهر المفسرين من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، ثم تحدث عن التفسير في عهد التابعين , ثم تحدث بعد ذلك عن مناهج عدد كبير من المفسرين الذين اعتمدوا التفسير المأثور ، كابن جرير وابن كثير والبغوي والسيوطي وابن عطية وغيرهم .

ثم تحدث عن التفسير بالرأي المحمود ، وأشهر المفسرين الذين اعتمدوا هذا المنهاج ، كالرازي والبيضاوي والنسفي وأبي حيان وأبي السعود والألوسي , وذكر أصحاب التفسير بالرأي المذموم كتفاسير الشيعة والإسماعيلية والبابية والبهائية والمعتزلة والخوارج وغيرهم.

ثم تحدث عن الفلاسفة ومنهجهم في تفسير القرآن ، وذكر في هذا المجال ابن سينا كأنموذج لتفسيراتهم.

ثم تحدث عن منهج الصوفية في تفسير القرآن فذكر منهج ابن عربي , وتناول الحديث عما يعرف عند الصوفية بالتفسير الإشاري.
ويؤخذ عليه ، في مقام التفسير الصوفي ، أنه ، وإن كان قد عاب مذهب ابن عربي الزائغ في وحدة الوجود وغيرها ، إلا أنه يثني عليه في كلامه ، ويصفه في غير موضع في كتابه أنه الشيخ الأكبر ، وأنه الأستاذ الأكبر , ويبدو أنه كان ممن يحسن الظن به ، ويتأول له أخطاءه وضلالاته .
وقد سبق الحديث عن شيء من انحرافات ابن عربي ، وضلالاته ، في الفتوى رقم (7691).

ثم تحدث في رسالته عن نشأة التفسير الفقهي لآيات الأحكام عند جميع المذاهب الفقهية، فذكر في هذا المجال كتاب أحكام القرآن للجصاص الحنفي , وكتاب أحكام القرآن لابن العربي المالكي, وكتاب أحكام القرآن للكيا الهراسي الشافعي , وكتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.

ثم تحدث بعد ذلك عن التفسير العلمي للقرآن الكريم، وهو ما يعرف بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم.

والكتاب في المجمل يعتبر من الكتب الجيدة المليئة بالنفع ، وقد بذل فيه صاحبه رحمه الله جهدا كبيرا ، خصوصا وأنه كتبه في خمسينيات القرن المنصرم ، في وقت كان يقل فيه تداول عدد كبير من هذه المصادر ، ولم يكن هناك دراسات وافية عنها .

وبالجملة ، فهو كتاب مفيد لطالب العلم ، لا سيما من كان له اهتمام بدارسة التفسير ، ومناهجه ، وتاريخه .
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

موضوعات ذات صلة