الأحد 23 جمادى الأولى 1446 - 24 نوفمبر 2024
العربية

بينها وبين زوجها خلاف دائم بسبب كثرة زيارتها لوالدها المريض بمرض مزمن

224643

تاريخ النشر : 09-01-2015

المشاهدات : 8169

السؤال


انا متزوج منذ قرابه 4 سنوات ولله الحمد أحب زوجتي وأتقي الله فيها قدر ما استطعت ولي منها طفله عمرها 3 سنوات وبيني وبين زوجتي خلاف دائم لا ينتهي وكثيرا ما تطلب زوجتي الطلاق بسبب هذا الخلاف، و يمكن أن أقول إن هذا هو الخلاف الوحيد بيني وبين زوجتي في 4 سنوات زواج. الخلاف الدائم منذ أول ايام زواجنا كان بيني وبين زوجتي وبيني وبين أهلها؛ وهو في تقاليدهم كعائله كثره التزاور والمبيت عند بعضهم البعض وأنا لا اطيق فراق زوجتي وقد أخبرتها وأخبرت أهلها بهذا في أول زواجنا ولكن استمرت المشاكل حتى وصلت الى تقليد تزور فيه أهلها مرة كل أسبوع حتى ننهى الإشكال ولكن والدها مريض بمرض مزمن وخطير منذ تزوجنا ولا يعلم مدى المرض الا الله وكان هذا سبب رئيسي في استمرار الخلاف إذ إن زوجتي وأهلها دائمين الطلب منها بإكثار الزيارة والمبيت عندهم بسبب أن والدها مريض وقد يتوفاه الله في أي لحظه لشده مرضه، وحتى هذه اللحظة والدها حي يرزق ولكن ابتلاه الله بمرض آخر خطير وأنا الان اقيم مع زوجتي خارج البلاد وقد ذهبنا الى مصر من 4 اشهر كإجازة صيفية وجلست عند أهلها نصف الإجازة والنصف الثاني كان عند أهلي والان اشتد المرض على ابيها عافاه الله وكتب له الاجر بمرضه وتريد زوجتي السفر الى مصر لتجلس مع والدها خوفا من أن يتوفاه الله فى وقت قريب وأنا ظروفي ماديا لا تسمح وهى تعلم ذلك اضافه إلى ذلك أنى لا أقدر على فراق زوجتي وقد قلت لها أكثر من مره انه اذا قدر الله وتوفى والدها سأرسلها الى مصر ولكن الآن الظروف لا تسمح وحدث من قبل كثيرا أن حياتنا كادت ان تنتهى بسبب هذا الخلاف والذهاب الى اهلها سواء كنا مقيمين في مصر او خارج مصر خوفا من وفاه والدها وهو مريض منذ سنين ولا يعلم الأجل الا الله؟

الجواب

الحمد لله.


لا شك أن معرفة الزوجين بحقوق كل منهما على الآخر ، وواجباته نحوه ، وتقبل ذلك ، والالتزام به : هو أصل نجاح الحياة الزوجية ، وتفادي أجواء المشاكل التي قد تعصف بها .
كان على زوجتك ، وعلى أهلها ، أن يكونوا واعين بأن انتقالها إلى الحياة الزوجية ، يجعل قوامتها بيد زوجها ، ويجعل واجبها الأول ، بعد الله تعالى ، نحو زوجها ، ومراعاته ، والقيام على شأنه .
وسوف يتطلب هذا منها ، ومنها : قدرا كبيرا من التفهم ، وترك ما اعتادوا عليه ، أو اعتادت هي عليها عندهم .
ولا شك أن مسألة زيارة الزوجة لأهلها ، وإن كان فيها ما فيها من صلة الرحم ، والبر بهم ، وهو أمر طيب ؛ إلا أن ذلك يجب أن يكون متوافقا مع ظروف الزوج ، ملائما لطبيعته ، وحاله.
وليس من حق الزوجة أن تكثر زيارة أهلها ، بما يضر بحق زوجها ، أو يغضبه ، أو ينغص عليه عيشه .
وإذا حدثت الزيارة ، بالقدر المعقول ، بالتوافق بينهما : فلا مبرر لأن تبيت عندهم ، ولو كان أبوها مريضا ؛ فما دام عنده من يقوم بشأنه ، ويخدمه : فما معنى أن تبيت عند أهلها الليالي ذوات العدد ؟
وما معنى أن تترك الزوجة زوجها في غربته ، ومكان عمله وإقامته ، لتنزل إلى أبيها المريض بمرض مزمن ، لا يعلم أجله فيه إلا الله ؟
وماذا ستفعل هي له في ذلك ؟ فنزولها وعدم نزوله ، لن يقرب من أجله ، ولن يباعده ؟
وإذا مات وهي مع زوجها ، فما المشكل في ذلك ؟ فما زال الناس يغتربون ، ويموت لهم من أقربائهم وذويهم : من يموتون ؛ ثم لا يكون شيء .
بل قد لا يكون لنزولها سبب ، حتى لو مات ، وهي امرأة برفقة زوجها في سفره وغربته .
فإذا تفهم الزوج الوضعية الخاصة بزوجته ، وسمح لها بسفر طارئ ، قصير المدة بما لا يضره ولا يشق عليه ، في ظرف كالوفاة ونحوها : فهذا غاية ما يطلب منه ، أو يرجى منه من إحسان.
والنصيحة أن تسافر الزوجة الآن ، لأن الأجل لا يعلم مداه إلا الله ، وسوف تتجدد المشكلة كل وقت ، وكل يوم يجب عليها أن تعود فيه ، يمكن أن يموت فيه والدها ، فمثل هذا لا نهاية له ، ولا حد له .
وإذا قدر أنها سافرت ، فإن عودتها سوف تكون مشكلة كبيرة ، حتى يموت أبوها ، وينتهي العزاء ، وتهدأ الخواطر !!
وإذا قدر أنها عادت ، فسوف تتجدد المشكلة إذا مات ..
إننا نتوجه بحديثنا إلى الزوجة العاقلة ، التي تفهم ما معنى الحياة الزوجية ، وتعرف أن رضا الله تعالى عنها في رضا زوجها : أن تكون حكيمة في إدارة علاقتها مع زوجها ، وألا تخسره ، وتنغص عيشها ، أو تهدم بيتها بيدها ؛ فليس هذا من فعل أهل العقل ، ولا من فعل أهل الديانة في شيء .
ويكفيها ، أن تتواصل معهم كل يوم في الهاتف ، وتطمئن على والدها .
وإذا قدر الله وفاته ، فليكن بعد ذلك ما ترونه مناسبا ، بالتفاهم بينكما .
يسر الله لك أمرك ، وأصلح زوجك ، وجمع عليك شملك .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب