الثلاثاء 14 شوّال 1445 - 23 ابريل 2024
العربية

تحادث الشباب وتريد أن تتوب

224683

تاريخ النشر : 10-08-2015

المشاهدات : 38656

السؤال


أنا بنت عمري 18سنة ، ومن ثلاث سنين أتحدث مع شباب ، وبعمل أشياء غلط معهم ، وكل مره بتعرف أمي بوعدها ما رح أرجع ، وبرجع أغلط ، وبدعي الله ، يسامحني ، وأوعده ، وبرجع ، وصرت منافقة ، أوعد وأخلف ، والله أنا نادمة ، وما أدري ليه برجع أغلط ، مع إني رسبت توجيهي بسببهم ، والله تعبت ، أشعر أني ما عدت أخاف الله عزوجل كما كنت سابقا ، ومن حولي يظنون أني مؤدبة ، وأنا على عكس ذلك ، فأرجو نصيحة للتخلص من ذلك .

الجواب

الحمد لله.


أولا :
يجب على الإنسان أن يسير على طريق مستقيم حتى يصل إلى مرضاة الله تعالى وجنته .
(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) الفاتحة/6 ، فعليه أن يعلم أنه إن نزل عن هذا الطريق وانحرف عنه فقد سار في الطريق الخطأ ، الذي لن يصل به لا إلى راحة الدنيا وسعادتها ، ولا إلى جنة الآخرة ونعيمها ؛ وإنما يصل به إلى الشقاء والعذاب .

والخطوة الأولى للرجوع إلى الاستقامة على هذا الطريق : أن يعرف الإنسان أن ما فعله خطأ.
ثم تأتي الخطوة الثانية : وهي الابتعاد عن ذلك الخطأ وعدم فعله ، ثم إن ضَعُفَ الإنسانُ في بعض الأوقات ، وانحرف عن الطريق فإنه يجب عليه أن يعود إلى الطريق الصحيح ، فيندم على ذلك الخطأ ، ويتراجع عنه ولا يستمر على الخطأ ، ويعزم على الاستقامة على الطريق المستقيم وعدم الانحراف عنه مرة أخرى ، وهذه هي " التوبة " .
ثم إن ضَعُفَ ثانيا : تاب ثانيا .... وهكذا .

والله تعالى يعلم أن الإنسان لن يستقيم على الطريق في جميع الحالات والأوقات ، بل لابد له من بعض انحرافات ، قليلة أو كثيرة ، ولهذا شرع الله تعالى لنا التوبة ليغفر لنا هذه الانحرافات ، ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) رواه الترمذي (2499) وحسنه الألباني في " صحيح الترمذي " .
فعليك أن تستمري في التوبة ، فكلما أخطأت : ندمت وعزمت على الاستقامة وعدم العودة لذلك الخطأ مرة أخرى ، وهكذا .

ثانيا :
هناك أسباب كثيرة تجعل المسلم يتغلب على الشيطان الذي يوسوس له بالشر ، ويتغلب أيضا على نفسه التي تأمره بالسوء .
فمن هذه الأسباب :
• الخوف من الله تعالى الذي لا يخفى عليه خافية، وسيحاسب العبد على ما فعل في الدنيا ، لا يخفى على الله من عمله شيء .
• الحياء من الله تعالى ، يستحيي أن يراه الله وهو على معصيته .
• الخوف من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن الخزي والفضيحة في الآخرة .
• الرغبة في دخول الجنة والفوز بها .
وكل هذه الأسباب إذا ترك المسلم المعصية لأجل سبب منها ، أو لأجلها جميعا : فإنه يكون تركها من أجل الله ، ويثيبه الله تعالى على هذا الترك .

وهناك أسباب أخرى تجعل المسلم يترك المعصية أيضا ، وهي أسباب ليست مذمومة ، ولكنها لا يثاب المسلم إذا ترك المعصية من أجلها ، لأنه لم يتركها لله .
من هذه الأسباب :
- الخوف من الفضيحة في الدنيا ، وسقوط المنزلة أمام الناس .
وقد ذكرت أن من يراك يظن أنك مؤدبة ، فحافظي على هذا الأدب ، وحافظي على مكانتك واحترام الناس لك .
- الخوف من أن تشغله هذه المعصية عما هو أهم من أمور حياته ، وقد ذكرت أنك رسبت في الدراسة بسبب هذه الخطيئة .
- الخوف من أن تجره تلك الخطيئة إلى ما هو أشد ، وهنا يكون الأمر في غاية الخطورة ، لاسيما في حالتك ، فقد تبدأ الفتاة بمثل هذه المحادثات وهي تتسلى أو تلعب أو تضيع الوقت ، لكنها سرعان ما تقع في شباك الشيطان ، حيث يتعلق قلبها بذلك الشاب أو بتلك المحادثات ، فلا تستطيع الكف عنها ، ثم يكون ما هو أخطر وهو المحادثات الهاتفية ، قد تبدأ في أول الأمر على استحياء ، ولكنها سرعان ما تصل إلى درجة الإدمان هي الأخرى ويصعب الكف عنها . ... ثم تكون اللقاءات .... ثم ....

وقد سلكت كثير من الفتيات هذا الطريق خطوة خطوة ، ولم يستفقن إلا في نهايته ، بعد أن تكون الفتاة خسرت ما لا يمكن تعويضه .
كل هذه الأسباب تجعلك تتركين هذا الخطأ الذي تمارسينه .
وانظري لمزيد الفائدة الفتوى رقم : (84089) .

ثالثا :
مما يعينك على ترك هذه المعصية إشغال النفس بطاعة الله تعالى وبالأشياء والأعمال المفيدة ، حافظي على الصلاة ، فإنها تصلح قلب المؤمن ، وتنهاه عن الفحشاء والمنكر ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) العنكبوت/45.
وأكثري من ذكر الله تعالى ومن قراءة القرآن الكريم فإنه يطرد عنك الشيطان ويجعلك دائما قريبة من الله تعالى .
لا تجعلي عندك وقت فراغ يتسلل الشيطان إليك منه .
لا تجلسي منفردة كثيرا ، إلا أن تكوني مشغولة بطاعة أو شيء مفيد .

وأهم نصيحة لك هنا ، نؤكد عليك بها : أن تغلقي عنك سبل التواصل مع هؤلاء الشبان ؛ ففتاة في مثل عمرك : ما حاجتها إلى التواصل عبر الإنترنت ، بل ما حاجتها إلى الدخول إلى تلك الشبكة أصلا .
لا بد أن تكوني حازمة جادة في ذلك ، وإن كان لك أمر ، لا بد منه في ذلك ، فلا تدخلي فيه بمفردك ، بل تدخلين في وجود والدتك ، أو بعض إخوانك ، وتقضين حاجتك ، ثم تعودين إلى حياتك ، ومصالحك .

وأخيرا نسأل الله تعالى أن يحفظك من كل سوء وأن يوفقك لكل خير .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب