الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

من صور تجاوزات المراقبين على المشاريع

240430

تاريخ النشر : 07-03-2016

المشاهدات : 3043

السؤال


أنا موظف حكومي ، مكلف بمراقبة المشاريع العمومية المنجزة من طرف الدولة ، ويتم ذلك بتمرير المشروع عن طريق صفقة عمومية لشركة ما مكلفة بالقيام بالأشغال المطلوبة ، إلا أنه مؤخراً طلب مني مقاول مكلف ببناء مشروع يدخل تحت مراقبتي أن أقوم له بعمل خاص ؛ يتمثل في مجموعة من الحسابات التي تهم نسبة تقدم الأشغال ؛ كميات الأشغال المنجزة من طرف المقاولة ، والذي أنا مكلف من طرف الدولة بمراقبة هذه الحسابات والمصادقة عليها ، ولست مكلف بإنجازها الحسابات . مع العلم أني أقوم بهذا العمل الخاص في أوقات خارج نطاق العمل ، ولا أستعمل أدوات العمل كالحاسوب ، الأوراق ، وكما أني أقوم بمراقبة المشروع بطريقة عادية كأي مشروع آخر. ، ولا أميز هذه المقاولة بأي إمتيازات ، وإنما أعمل بالطريقة الصحيحة والقانونية ، وكما أني لم أقم بالتأثير على المقاولة من أي جانب قصد القيام بهذه الحسابات ، بل على العكس هو الذي ألح على للقيام بذلك بغية ربح الوقت ، وكما أنه مضطر أصلا إلى القيام بهذه الحسابات عند تقني مختص مقابل مبلغ معين ، وأراقبها أنا في الأخير سؤالي هو: ما حكم القيام بهذه الأعمال الخاصة ؟ وأخذ الأجر عليها ؟

الجواب

الحمد لله.


لا يجوز للمراقب على حسابات مشروعٍ ما ، أن يتولى القيام بحسابات المشروع بنفسه ، ولو كان يقوم بها خارج ساعات الدوام ؛ لسببين :
الأول :
من غير المقبول أن يكون هناك علاقة مالية بين المراقب والمقاول ، ولو كانت هذه العلاقة متعلقة بعمل خارج نطاق المشروع ، لأن هذه العلاقة من شأنها أن تفسد سلطة المراقب ، وقيامه بمهمته ، وتجعله يراعي رضا المقاول ومودته ، فيميل معه ، ويحابيه في العمل على حساب الحق ، إذ كيف يراقب على مقاول ، في حين أنه يستفيد منه ماديا ؟! .
فكيف إذا كان سيتولى بنفسه القيام بالأعمال التي يجب أن تخضع لرقابته ؟!
لا شك أن احتمال الإخلال بالأمانة في هذه الحال أشد ، وقد جاءت الشريعة بتوقي الشبهات ، وسد الذرائع ، وأبواب الفساد والفتن ؛ ومن وقع في الشبهة ، وقع في الحرام .
الثاني :
بم يستحل الموظفُ الراتبَ الذي يأخذه على رقابة حسابات مشروع لم يخضع للرقابة في الواقع ؟!
ولا يصح له أن يقول : قد راقبت نفسي وأعدت النظر في الحسابات ، كرات ومرات ؛ لأن عين الرقيب على عمل غيره ، أبصر بمواقع الخلل من مراقبة الرجل على نفسه ، ولأجل هذا جعل المراقبون ، بل إن بعض الحاذقين في أعمالهم ، لا يطمئن إلا إذا راقب عمله وراجعه غيره ، ولو كان دونه في الحذق والمهارة ، وهذا أمر معلوم .
فاحرص ، يا عبد الله ، على طيب المكسب ، فإن كل إنسان سوف يُسأل يوم القيامة عن ماله: من أين اكتسبه ؟ وفيم أنفقه ؟
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب