الجمعة 19 رمضان 1445 - 29 مارس 2024
العربية

الخروج للدعوة

41687

تاريخ النشر : 08-10-2003

المشاهدات : 19840

السؤال

عندي بعض الأسئلة ، وأتمنى منكم الإجابة الشافية الكافية.
1. أقوم أنا وبعض زملائي بزيارة الناس في بيوتهم وفي البحر وفي الشارع وتذكيرهم بالله ودعوتهم بالحسنى فهل هذا العمل غير صحيح وهل تعتبر الزيارة في الله مع أننا ننويها كذلك.
2.أذهب بعض الأحيان وبعض إخوتي في الله إلى إفريقيا وإلى بلدان كثيرة وندعو الناس إلى الإسلام فيقبلون بشكل عجيب على الإسلام . حتى من المظهر يتأثرون فما بالك بالكلام . فما صحة هذا العمل مع أن بعض الناس يقولون هذا بدعة ولا بد أن تكونوا على علم كبير مع أن الناس هناك لا يعرفون عن الإسلام شيئا فبمجرد دعوتهم وبيان الدين يسلمون.
3. ما حكم الخروج للدعوة في سبيل الله وتفريغ الأوقات لذلك مع أن بعض الناس قال لي لا تخرج مع أهل الدعوة فإنهم مبتدعة مع أني لم ألاحظ شيئا من ذلك بل ما شاهدته بعيني هو إحياء سنن النبي صلى الله عليه وسلم وحلقات الذكر والتعليم لسنن النبي من رياض الصالحين والحث على قيام الليل وما إلى ذلك فأفيدونا جزاكم الله خيرا .

الجواب

الحمد لله.

سؤالك فيه عدة جوانب :

فأما الجانب الأول : فإنّ هذا العمل الذي تقوم به أنت وزملاؤك هو من الدعوة إلى الله تعالى ، ونشكرك على هذا العمل في زمانٍ قلّ فيه من يقوم بمثل هذا ، ونبشركم بقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ ) . رواه مسلم ( 133 ) .

وهذا العمل إن نويت به الزيارة في الله تعالى ، فإنه يكون كذلك إن شاء الله تعالى .

وأما الجانب الثاني : فلا يصدّك عن هذا العمل الدعوي ولا يثنيك عنه لوم لائم ، ما دمت أنت وإخوانك تدعو بعلمٍ وبصيرة كما يظهر من كلامك .

وأما الأمر الثالث : فإذا كان المذكورون معروفين بالعقيدة الصحيحة والعلم وحسن السيرة ، فلا بأس بالتعاون معهم في الدعوة والخروج معهم ، سواء كانت المدة قليلة أو كثيرة ، لقوله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) المائدة /2 ، وقوله تعالى : ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) فصلت /33 ، وقوله سبحانه : ( ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) النحل /125 ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر لدعوة اليهود إلى الإسلام : ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم ) رواه البخاري ( 3701 ) ومسلم ( 2406 ) .

والنبي صلى الله عليه وسلم قد بعث الدعاة إلى الله سبحانه إلى اليمن وإلى كثير من قبائل العرب .

وهذه الجماعة التي تخرج معها يوجد كثير من أفرادها ينقصهم العلم الشرعي ، وقد يعتقدون بعض الاعتقادات الباطلة وهذا لا يمنعك من الخروج معهم والدعوة إلى الله ، بل اخرج معهم وبَيِّن لهم الحق ، وعَلِّمهم ما جهلوه من السنة ، وانصحهم بترك ما يفعلونه من بدع ومخالفات لعل الله تعالى ينفعهم بك .

والله تعالى أعلم .

وللأهمية انظر السؤال (8674) ، (39349) .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب