السبت 11 شوّال 1445 - 20 ابريل 2024
العربية

شخص مريض بالسيلان فهل تقبل صلاته وصيامه؟

السؤال

هل يقبل الصيام وتقبل الصلاة من شخص مريض بالسيلان ؟.

الجواب

الحمد لله.

أولاً :

مرض السيلان بصفة عامة يعني خروج صديد من مجرى البول عند الرجال أو النساء .

ولا أثر لهذا على الصوم .

ثانياً :

أما الصلاة ، فإن الطهارة تنتقض بكل ما خرج من السبيلين (مجرى البول ومجرى الغائط)

كالبول ، والغائط والريح والمذي والدم والصديد وغير ذلك من الإفرازات .

انظر السؤال : (14321) .

وعلى هذا ، فالصديد الذي يخرج من مريض السيلان ناقض للوضوء ، ولكن لمّا كان خروج هذا الصديد مستمراً ، ولا يتحكم فيه المريض كان له حكم صاحب "سلس البول" وهو من لا يتحكم في البول ، بل ينزل منه البول بغير اختياره .

وحكمه :

أنه إذا كان يعلم أن هذا السائل يخرج في أوقات معينة ثم ينقطع مدة تكفيه للطهارة والصلاة ، فيجب عليه الانتظار حتى ينقطع ، ولو فاتت صلاة الجماعة ، ثم يتوضأ ويصلي في وقت انقطاعه ، ما لم يخش خروج وقت الصلاة .

أما إن كان يخرج باستمرار ، ولا ينقطع فإنه يلزمه أن يجعل على فرجه خرقة أو شيئاً يمنع من انتشار النجاسة ، وتلويثها للبدن والثياب ، ويتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها ، ولا يضره إن خرج منه شيء بعد الوضوء ، ولو في الصلاة .

ويصلي بهذا الوضوء من النوافل ما يشاء حتى يخرج وقت الفريضة التي توضأ لها .

وانظر السؤال : (22843) ، (39494) .

هذا . . . إذا كان قصد السائل بالسؤال : هل يصح الصوم والصلاة مع استمرار خروج هذا الصديد ؟

أما إن كان قصده أنه ارتكب فاحشة الزنا (لأن الغالب من مرض السيلان أنه يأتي بسبب العلاقات المحرمة) فليعلم أن من تاب إلى الله تاب الله عليه ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ، ومهما فعل الإنسان من المعاصي ، ثم تاب إلى الله وأناب إليه ، وندم على ما فعل ، فإنه يجد الله غفوراً رحيماً . قال الله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/53 .

وروى الترمذي (3540) عن أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ( يَا ابْنَ آدَمَ ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلا أُبَالِي ) صححه الألباني في صحيح الترمذي .

( عَنَانَ السَّمَاءِ ) هو السَّحَابُ ، وَإِضَافَتُه إِلَى السَّمَاءِ تَصْوِيرٌ لارْتِفَاعِهِ وَأَنَّهُ بَلَغَ مَبْلَغَ السَّمَاءِ . انتهى من "نحفة الأحوذي" .

وانظر السؤال (9393) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب