الحمد لله.
"لا يخفى أنه يجب على المسلم مراعاة حقوق إخوانه المسلمين ، ورعاية مشاعرهم ، وأنه يلزمه أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه ، كما جاء ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما لا يخفى أن من حكم السلام إشعار المسلم أخاه المسلم عليه بطيبة نفسه نحوه ، ومحبته إياه كأخ من إخوانه المسلمين ، وذلك بدعائه له بالسلامة المطلقة ، ورحمة الله وبركاته عليه ، ولا شك أن السلام على المسلم بعبارة : (السلام على من اتبع الهدى) فيه من التعريض واللمز ما لا يتفق مع الأصول العامة في وجوب ترابط المسلمين وتعاطفهم وتوادهم وتراحمهم ، وأنهم كالجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ، وأنهم كالبنيان يشد بعضه بعضاً ، وأن الأصل فيهم الخير ، وعليه فلا ينبغي للمسلم أن يحيي إخوانه المسلمين بهذه العبارة : (السلام على من اتبع الهدى) وإنما هذه التحية يبعثها الداعية ومن في حكمه إلى غير المسلمين ، كما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الشيخ عبد الرزاق عفيفي ... الشيخ عبد الله بن غديان ... الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع .
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (24/113) .
تعليق