الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

تشك في شخصين أصاباها بالعين فأصبحت تكرههم

132446

تاريخ النشر : 27-06-2009

المشاهدات : 11232

السؤال

زوجتي أصيبت بعين ، وبعد القراءة عليها لفترة استمرت ثلاث سنوات ولدى قراء مختلفين حتى شفاها الله على يد أحد القراء ، حيث تبين أن بها تلبساً من شخصين أصاباها بالعين ، فأصبحت الآن تكرههم ، وتكره سماع أخبار عنهم ، علماً بأنهم من الأقارب ، فما توجيهكم لهذه الحالة ،جزاكم الله خيراً؟.

الجواب

الحمد لله.

الذي يفهم من كلام السائل أن زوجته أصابها مس من الجن ، وأنه لما قرئ عليها نطق الجني بأن فلانا وفلانا أصاباها بالعين .

فاعلم – يا أخي – أن الأصل في الجن المشرك أنه كذوب لا يصدق ، وقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أبي هريرة رضي الله عنه : (صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ . ذَاكَ شَيْطَانٌ) رواه البخاري (3275) .

قال الحافظ :

"فِي الْحَدِيث مِنْ الْفَوَائِد : أَنَّ الشَّيْطَان مِنْ شَأْنه أَنْ يَكْذِب" انتهى باختصار .

وقال أيضا :

"وَقَوْله فِي آخِره (صَدَقَك وَهُوَ كَذُوب) هُوَ مِنْ التَّتْمِيم الْبَلِيغ , لِأَنَّهُ لَمَّا أَوْهَمَ مَدْحه بِوَصْفِهِ الصِّدْق فِي قَوْله صَدَقَك اِسْتَدْرَكَ نَفْي الصِّدْق عَنْهُ بِصِيغَةِ مُبَالَغَة ، وَالْمَعْنَى : صَدَقَك فِي هَذَا الْقَوْل مَعَ أَنَّ عَادَته الْكَذِب الْمُسْتَمِرّ , وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ : قَدْ يَصْدُق الْكَذُوب" انتهى .

ومن مقاصد الشيطان التي يسعى إليها : التفريق بين الناس والوقيعة بينهم .

قال الله تعالى عن السحرة الذين يتعلمون السحر من الشياطين  : (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) البقرة/102 .

فشأن الشياطين : التفريق بين الأحبة ، والسعي بالفساد بين الناس ، فتقطع الأرحام ، وتطلق الزوجات ، ويتباغض الناس .

فالذي نراه أنه لا يجوز الاعتماد على إخبار الجن بذلك ، وقد يكون أراد بذلك تقطيع الأرحام.

مع التنبيه أن العائن قد يصيب المعيون وهو لا يريد ذلك ولا يشعر به ، فلا يلزم من الإصابة بالعين أن يكون العائن خبيثاً يريد الشر بالمعيون ، ويكره له الخير .

وعلى هذا ، فالنصيحة لزوجتك أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، وتجتهد في مراغمته وإذلاله ، فتحسن إلى من أوهمها الشيطان أنهم أساءوا إليها لتقطع بذلك رحمها ، ولتحتسب الثواب في ذلك ، فإن صلة الأرحام من أفضل الأعمال الصالحة ، فإن الله تعالى يصل من وصل رحمه ، ويقطع من قطعها .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب