الحمد لله.
روى مسلم في صحيحه (1955) عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ ) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" وفي هذا دليل على أن الإحسان واجب على كل حال ، حتى في إزهاق النفس ناطقها وبهيمها ، فعلى الإنسان أن يحسن القتلة للآدمين والذبيحة للبهائم " انتهى .
"الفتاوى الكبرى" (5/ 549) .
وقَالَ ابْنُ حَزْمٍ رحمه الله : " اتَّفَقُوا أَنَّ إحْسَانَ الذَّابِحِ وَاجِبٌ فِيمَا يَذْبَحُ " انتهى .
"الفروع" (6/318) .
وجاء في "الموسوعة الفقهية" (10/221) :
"اتفق الفقهاء عَلَى نَدْبِ تَحْسِينِ ذَبْحِ الْحَيَوَانِ تَحْسِينًا يُؤَدِّي إِلَى إِرَاحَةِ الْحَيَوَانِ الْمَذْبُوحِ بِقَدْرِ الْمُسْتَطَاعِ" انتهى .
ومن ذلك : أن يترك الحيوان بعد الذبح يتحرك ويضطرب .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
" إذا أُضجعت البهيمة للذبح فليضع الذابح رجله على عنقها - أي على صفحة العنق - وليمسك رأسها بيده اليسرى إن كان يذبح باليمنى ، ثم ليذبحها مسمياً - أي قائلاً بسم الله -وليجهز - أي ليكن الذبح بقوة وسرعة - وليقطع الودجين ، وهما العرقان اللذان ينصب منهما الدم ، وليدع أرجلها من غير إمساك حتى تأخذ حريتها بالحركة ، وحتى يتفرغ دمها تفرغاً أكبر .
وأما ما يفعله بعض الناس من تقييد الأرجل أو الجلوس عليها حتى لا تتحرك : فهذا - وإن كان جائزاً - لكن تركه أحسن ؛ لما أشرنا إليه من فائدتين وهما : راحة الذبيحة ، والثاني شدة تفريغ الدم وسرعته أيضاً " انتهى .
"فتاوى نور على الدرب" (11/175) .
والإناء الذي يسع 5 لتر يضيق على الذبيحة ويمنعها من الحركة ، فالأفضل أن يجعلها في إناء أكبر (كبرميل) حتى يكون أسهل لحركتها .
والله أعلم .
تعليق