الحمد لله.
إذا أخبر الإنسان عن نفسه بأنه غير صائم فالصواب أن يقول : " أنا مفطر " ؛ لأن " مُفطر " اسم فاعل من أفطر ، والاسم منه : الفِطر [ بكسر الفاء ] ، الذي هو نقيض الصوم .
قال الجوهري: " أفْطَرَ الصائمُ ، والاسمُ : الفِطْرُ ... ورجلٌ مُفْطِرٌ ، وقومٌ مفاطيرُ ، ورجل فِطْرٌ ، وقومٌ فِطْرٌ، أي مفطِرونَ ". انتهى " الصحاح في اللغة" (2/47).
وأما " فاطر " فهي اسم فاعل من فَطَر ، والاسم منه : الفَطْر [ بفتح الفاء ] ، الذي هو الابتداء والاختراع .
قال الزبيدي: " وفَطَرَ الشَّيْءَ : بَدَأَه ، وقال ابنُ عَبّاس : ما كُنْتُ أَدْرِي ما ( فاطِر السَّمواتِ والأَرْضِ ) حتى أَتانِي أَعْرَابِيّانِ يَخْتَصِمَانِ في بِئْر ، فقال أَحَدُهُمَا : أَنا فَطَرْتُها ، أَي أَنا ابْتَدَأْتُ حَفْرَهَا .
وذَكَرَ أَبو العَبّاسِ أَنَّه سَمِعَ ابنَ الأَعرابيّ يقولُ : أَنا أَوَّل من فَطَرَ هذا ، أَي : ابتَدَأَه " . انتهى "تاج العروس " (1/3347) .
فدل ذلك على أن الفعل ( فطر ) ، وهكذا اسم الفاعل منه ( فاطر ) : ليس هو من الألفاظ المختصة بجانب الله تعالى ، بل قد تطلق في حق غيره ، وإن كان ذلك قليلا غير مألوف الاستعمال ، حتى في حق من أنشأ شيئا جديدا : أن يقال فيه : فاطر .
لكن الخطأ هو من حيث اللغة ؛ فإذا كان هذا من لغة القائل الدارجة : أنهم يعتادون قول ( فاطر) في حق من ليس صائما ، فلا يظهر فيه حرج أيضا من هذا الوجه .
والله أعلم .
تعليق