الأحد 23 جمادى الأولى 1446 - 24 نوفمبر 2024
العربية

مسلم حديثا ويتعرض لضغط من أهله ومن المدرسة ليحلق لحيته فماذا يصنع ؟

180939

تاريخ النشر : 16-07-2012

المشاهدات : 10757

السؤال


أنا طالب مسلم - والحمد لله - أدرس في السنة النهائية من الجامعة هذا العام ، وقد هداني الله للإسلام منذ شهر أكتوبر الماضي ، وبعد إسلامي علمت أن المسلم يجب عليه أن يترك لحيته ولا يجوز له حلقها ، لذلك تركت لحيتي ولم أحلقها ، إلا أن نظام المدرسة التي أدرس بها تمنع الطلاب من تربية اللحية . أسرتي وأهلي يضغطون عليَّ من أجل أن أحلق لحيتي ؛ حيث إني على وشك أن أفصل من المدرسة ؛ لأني لم أمتثل لأوامرهم بحلق اللحية ، ولكن هذا لا يمثل لي شيئًا بجانب الله عز وجل ، فحبي لله وطاعتي له أولاً ، ثم كل شيء بعد ذلك ، فما نصيحتكم لي - يا شيخ - وماذا أفعل ؟.

الجواب

الحمد لله.


فنهنئك – أولاً - على الإسلام ونبشرك بالخير والبركة ، وإننا نرى أن إصرارك على الإيمان وتمسكك به لهو عنوان فلاحك إن شاء الله ، وإن تقديمك حق الله على حق العباد أفضل ما يتحلى به المؤمن .
وأما شأن اللحية فإن إعفائها واجب بنص السنة المشرفة ، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ أَحْفُوا الشَّوَارِبَ وَأَوْفُوا اللِّحَى ) رواه البخاري ( 5553 ) ومسلم ( 259 ) .
وانظر حرمة حلقها في جواب السؤال رقم ( 1189 ) .
وإطلاقها هو اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) الأحزاب/ 21 .

وأما بخصوص حلقها استجابة لتعليمات المدرسة واستجابة لرغبة الأهل ، فهناك خطوات ينبغي عليك أن تسلكها قبل تحقيق تلك الرغبات ، وهي :
1. أن تحاول مع إدارة المدرسة باستثنائك لإطلاق لحيتك ، وإذا كان هناك إدارة عليا لهذه المدرسة أو يوجد لها مالك فتخاطبهم للإبقاء على لحيتك دون حلق .
2. إذا لم ينجح الأمر ذاك فابحث عن نائب في الكونغرس في منطقتك أو محافظ أو شخصية لها وزنها ، للشفاعة لك عند إدارة المدرسة بعدم حلق لحيتك .
3. وإذا لم يتيسر لك ذلك وأمكنك تقديم شكوى على المدرسة بسبب مخالفتهم للحريات الشخصية فافعل ذلك .
4. وإذا لم ينفع ما سبق كله : فابحث عن بديل لتلك المدرسة تسمح تعليماتها لك بإطلاق لحيتك.
فإذا تيسر شيء مما سبق ذِكره ، فافعله حتى ترفع الحرج عنك ؛ فإنه لا يحل لأحد أن يسارع لفعل المحظور مع وجود استطاعة لدفع ذلك .

وفي حال لم تنجح محاولاتك في الإبقاء على لحيتك ، أو ضاق وقتك عن القيام بشيء من هذه المحاولات ، ولم يبق أمامك إلا الفصل ، أو حلق اللحية ، فلا بأس عليك – إن شاء الله – من الاستجابة لتلك التعليمات والضغوط ، فقط هذه الفترة المؤقتة حتى تنتهي من دراستك ، ثم تعود إلى التزام هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته .
وإذا أمكنك تخفيف اللحية دون حلقها ، فهو أهون ؛ فلا تحلقها بل خففها ، وإذا لم يمكن هذا وأصروا على الحلق فنرجو أن يكون لك عذر في ذلك عند الله ، وتكون قد بذلت وسعك في دفع ذلك ولم تستطع ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، قال تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن / 16 ، وقال تعالى : ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) البقرة/ 286 ، فإذا انتهى العام الدراسي فارجع لإعفائها ، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لمرضاته وأن ييسر لك الخير ويدفع عنك الشر .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

موضوعات ذات صلة