الثلاثاء 9 رمضان 1445 - 19 مارس 2024
العربية

معنى كلمة الطّاغوت

السؤال


هل كلمة الطاغوت تشمل الأجسام التي لا تدعو الناس لعبادتها ، كالشمس والأشجار والأصنام والأحجار ؟
هل المسلمون الأتقياء كالإمام الشافعي يُسمون طواغيت لأن الناس تعبدهم أو تعبد قبورهم ؟.

الجواب

الحمد لله.

ليس كل ما عُبد من دون الله يعتبر طاغوتاً إذ أن الصحيح من أقوال أهل العلم في بيان معنى الطاغوت ما قال ابن جرير الطبري في التفسير (3/21)  : " الصواب من القول عندي في الطاغوت أنه كل ذي طغيان على الله ،  فعبد من دونه ، إما بقهر منه لمن عبده ، وإما بطاعة ممن عبده له ، إنساناً كان ذلك المعبود ، أو شيطاناً أو وثناً أو صنماً أو كائناً ما كان من شيء وقال أيضاً : وأصل الطاغوت .. من قول القائل طغا فلان يطغو إذا عدا قدره فتجاوز حده ".

فالأنبياء والعلماء وغيرهم من الصالحين والأولياء لم يحملوا الناس على عبادتهم إياهم ولا أطاعوهم في ذلك بل حذّروهم من ذلك أشد تحذير بل كان المقصد من إرسال الله الرسل إلى الخلق دعوتهم إلى توحيد الله والكفر بما دونه قال تعالى ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت النحل : 36.

قال تعالى وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد .

فلا يسمى الأنبياء ولا العلماء وإن عبدوا من دون الله طواغيتاً .

وإذا غلا أناس في الشافعي أو غيره من العلماء رحمهم الله فاستغاثوا بهم من دون الله أو عبدوا قبورهم فلا ذنب لأولئك العلماء بل الوزر على من أشرك ، وكذلك النصارى الذين عبدوا عيسى عليه السلام من دون الله لا يتحمل عيسى عليه السلام شيئاً من وزرهم ، ومن التعريفات المختصرة للطاغوت : من عُبِد من دون الله وهو راضٍ ، ومعلوم أن عيسى عليه السلام وغيره من الأنبياء وكذلك الشافعي رحمه الله وغيره من العلماء الموحدين لا يرضون بعبادتهم أبداً من دون الله بل ينهون عن ذلك ويبيّنون التوحيد ، قال تعالى : ( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمّيَ إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب _ ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم ... ) المائدة /116،117

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد