الحمد لله.
سبق أن ذكرنا مواقيت الصلاة مفصلة ، مع بيان الطريقة العملية لمعرفة وقت الزوال ، بمراعاة الظل ، وباعتبار ساعات النهار ، وكذلك معرفة منتصف الليل وطريقة حسابه ، في جواب السؤال رقم (9940) .
وهي طرق سهلة يمكن لكل أحد أن يستفيد منها ، عند الحاجة إليها ، وقد يسر الله على المسلمين بوجود التقاويم المتداولة التي تبين أوقات الصلوات مفصلة ، يوما بيوم ، صيفا وشتاء ، مراعية اختلاف المدن في البلد الواحد ، مع انتشار المساجد وارتفاع الأصوات بالأذان الذي هو إعلام بالوقت ، فلله الحمد والمنة ، ولو كُلِّف كل إنسان أن ينظر كل يوم في الأفق ليحدد ابتداء وقت الفجر ، أو يتأمل في الظل وطوله وقصره ليعرف وقت الظهر والعصر ، لكان في ذلك مشقة وحرج ، وهما منفيان في هذه الشريعة المطهرة .
قال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله : " ومقدار ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس قريبٌ من ساعة ونصف كما هو مبيّنٌ في التقويم ، وقد صار التقويم هو الوسيلة للناس في معرفة مواقيت الصلاة بالساعة والدقيقة ، فينبغي العناية بذلك لأن الصلوات الخمس عمود الإسلام ، فيجب على المسلم أن يحافظ عليها في أوقاتها كما قال تعالى : ( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) المعارج/34 ، وقال تعالى : ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) البقرة/238 ، والصلاة الوسطى هي صلاة العصر " انتهى .
وانظر جواب السؤال رقم (8048)
ومع أهمية التقاويم وفائدتها ، إلا أنها عمل بشري يعتريه ما يعتري أعمال البشر من الخطأ والسهو ، لكنها في الغالب الأعم منضبطة في تحديد الوقت ، إلا ما وقع من الخطأ في بعضها في تحديد وقت الفجر ، كما هو مبين في جواب السؤال رقم ( 26763)
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
تعليق