الثلاثاء 25 جمادى الأولى 1446 - 26 نوفمبر 2024
العربية

بمَ أدعو لطفلي المريض ؟

75399

تاريخ النشر : 20-11-2006

المشاهدات : 88778

السؤال

ما هو الدعاء الذي يمكن لوالد أو والدة أن يدعو به لطفل مصاب باعتلال صحي ؟

الجواب

الحمد لله.

لقد علَّمَنا النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الأحوال أمورًا فيها الشفاء والتخفيف ، كما أن فيها الأجر والمثوبة ، وذلك من رحمة الله بهذه الأمة المباركة ، ومن حرص النبي صلى الله عليه وسلم عليها ، وهو الذي وصفه الله بقوله : ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ ) التوبة/128 .

فكان مما علَّمَنا صلى الله عليه وسلم :

1- قراءة الفاتحة :

فعن أبي سعيد الخدري رضي الّله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف سورة الفاتحة بأنها رقية ، وأقر الصحابي الذي رقى بها من لدغة العقرب ونحوه . البخاري (2156) ومسلم (2201) .

قال ابن القيم :

" ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه ، وفقدت الطبيب والدواء ، فكنت أتعالج بها ، آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مرارا ، ثم أشربه ، فوجدت بذلك البرء التام ، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع ، فأنتفع بها غاية الانتفاع " انتهى .

"زاد المعاد" (4/164) .

2- وعَن عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنهَا أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشتَكَى مِنَّا إِنسَانٌ مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ ثُمَّ قَالَ : ( أَذهِبِ البَاسَ ، رَبَّ النَّاسِ ، وَاشفِ أَنتَ الشَّافِي ، لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا ) رواه البخاري (5675) ومسلم (2191) واللفظ له .

3- وَعَن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَت : كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِن أَهلِهِ نَفَثَ عَلَيهِ بِالمُعَوِّذاتِ ، فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَه الذي مَاتَ فِيهِ ، جَعَلتُ أَنفُثُ عَلَيهِ وَأَمسَحُ بِيَدِ نَفسِهِ ، لِأَنَّهَا كَانَت أَعظَمَ بَرَكَةً مِن يَدِي . رواه البخاري (5735) ومسلم (2192) واللفظ له .

4- وَعَن عُثمَانَ بنِ أَبِي العاصِ الثَّقَفِيِّ أَنَّه شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنذًُ أَسلَمَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : ( ضَع يَدَكَ عَلَى الذِي تَأَلَّم مِن جَسَدِكَ ، وَقُل : " بِاسمِ اللهِ " ثلاثًا ، وَقُل سَبعَ مَرَّاتٍ : " أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدرَتِهِ مِن شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ " ) رواه مسلم (2202) .

5- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ جِبرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، آشتَكَيتَ ؟ فَقَالَ : نَعَم . فَقَالَ جِبرِيلُ عَلَيهِ السَّلامُ : بِاسْمِ اللهِ أَرقِيك ، مِن كُلِّ شَيْءٍ يُؤذِيك ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفسٍ أَو عَينٍ حَاسِدٍ ، اللَّهُ يَشفِيكَ ، بِاسمِ اللَّهِ أَرقِيكَ . رواه مسلم (2186)

.

6- وَعَن أَبِي الدَّردَاءِ رَضِيَ الَّلهُ عَنهُ قَالَ : سَمِعتُ رَسُولَ الَّلهِ صَلَّى الّله عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنِ اشتَكَى مِنكُم شَيئًا أَو اشتَكَاهُ أَخٌ لَهُ فَليَقُلْ : رَبّنَا الَّلهُ الذِي فِي السَّمَاءِ ، تَقَدَّسَ اسمُكَ ، أَمرُكَ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، كَمَا رَحمَتُكَ فِي السَّمَاءِ فَاجْعَلْ رَحْمَتَكَ فِي الأَرْضِ ، اغفِر لَنَا حَوْبَنَا وَخَطَايَانَا ، أَنتَ رَبُّ الطَّيِّبِينَ ، أَنزِلْ رَحْمَةً مِن رَحمَتِكَ ، وَشِفَاءً مِن شِفَائِكَ عَلَى هَذَا الوَجَعِ ، فَيَبرَأ ) رواه أبو داود (3892) وصححه الحاكم في "المستدرك" (4/243) وحسنه ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (3/139) .

7- وَعَن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الَّلهُ عَنهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الَّلهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَن عَادَ مَرِيضًا لَم يَحضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِندَهُ سَبعَ مِرَارٍ : أَسأَلُ الَّلهَ العَظِيمَ رَبَّ العَرشِ العَظِيمِ أَن يَشفِيَكَ ، إِلَّا عَافَاهُ الَّلهُ مِن ذَلِكَ المَرَضِ ) رواه أبو داود (3106) وصححه النووي في "الأذكار" (ص/180) والألباني في "صحيح أبي داود" .
 

وأثناء قراءتك هذه الرقى عليك أن تمسحي بيدك على وجهه وصدره وبطنه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ، وأن تقتربي من رأس طفلك حيث يأتيه نَفَسُكِ أثناء رقيتك ، ولا بأس من النفث بالريق الخفيف أثناء ذلك في وجهه .

قال ابن القيم :

" فإن الرقية تخرج من قلب الراقي وفمه ، فإذا صاحبها شيء من أجزاء باطنه من الريق والهواء والنفس ، كانت أتم تأثيرًا ، وأقوى فعلا ونفوذا " انتهى .

"زاد المعاد" (4/164) .

وقبل ذلك كله وفوقه : الإخلاص لله في الدعاء ، وصدق اللجأ إليه ، والتذلل على أبوابه ، وتلمس أوقات الإجابة ، فإن الله تعالى يستحي إذا رفع العبد يديه في الدعاء أن يردهما خائبتين ، ولا تستعجلي الإجابة ، فقد يؤخر الله فَرَجَه لِحِكمةٍ يعلمها ، واعتصمي بالصبر واليقين ، وتذكري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ادْعُو الَّلهَ وَأَنتُم مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ ، وَاعلَمُوا أَنَّ الَّلهَ لَا يَستَجِيبُ دُعَاءً مِن قَلبٍ غَافِلٍ لَاهٍ ) رواه الترمذي (3479) وحسنه الشوكاني في "تحفة الشاكرين" (68) والألباني في "السلسلة الصحيحة" (594) .

وانظري الأسئلة رقم (3476) (20176) (21581) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب