الجمعة 19 رمضان 1445 - 29 مارس 2024
العربية

حكم الرقص والموسيقى في رياض الأطفال

112036

تاريخ النشر : 29-09-2008

المشاهدات : 22020

السؤال

عندنا في الكويت روضة للأطفال، وهذه الروضة يقام فيها موسيقى ورقص للأطفال، فهل يأثم الإنسان إذا أدخل أولاده في هذه الروضة ؟

الجواب

الحمد لله.

"يأثم الإنسان إذا أدخل أولاده هذه الروضة ؛ لأن الرقص والموسيقى حرام ، وإنني أوجه كلمتي إلى المسئولين عن هذه الرياض بأن يتقوا الله سبحانه وتعالى في أطفال المسلمين ، وألا يعودوهم على ما حرم الله ورسوله ، فإن المعازف حرام ، لما رواه البخاري في صحيحه عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف) .

الحِر ، قال العلماء يعني: الزنا ، والحرير معروف أنه حرام على الرجال ، والخمر معروف أنه حرام بالكتاب والسنة والإجماع ، والمعازف هي : آلات اللهو وهي حرام .

فعلى القائمين على هذه الرياض أن يتقوا الله ، وأن يمنعوا المعازف والرقص ، وأن يعدوا شباب الأمة الإسلامية للجهاد وإعلاء كلمة الله، وكيف يطيب للإنسان قلب ، أو تطمئن له نفس وإخوانه المسلمون يقتلون ، وتنتهك أعراض الفتيات ، أين الإسلام في قلوبنا ؟ وأين الإسلام في قوم يربون أولادهم على ما حرم الله وهم يعلمون ما يفعل بإخوانهم في أقطار الدنيا ؟ ولكن مع الأسف أن بعض الناس قسا قلبه والعياذ بالله حتى صار كالحجارة أو أشد قسوة ، نسأل الله العافية.

فأقول لهؤلاء : ليتقوا الله في أنفسهم وفي شباب المسلمين وليربوهم على التربية الإسلامية.

أما بالنسبة لأولياء أمور الأولاد فأنا أنصحهم وأحذرهم من إدخال أولادهم في هذه الرياض ، فإنهم آثمون معينون على الإثم والعدوان ، ويوشك ألا يبرهم أولادهم إذا كبروا ، وألا يدعوا لهم إذا ماتوا ؛ لأنهم عصوا الله عز وجل فيهم ، فيوشك أن يجعل الله هؤلاء يعصون آباءهم كما عصى آباؤهم الله فيهم ، ويُسلطون عليهم .

أقول : بارك الله فيك لا يجوز أن تدخل أولادك في هذه الرياض . وأقول : إذا كان ولابد فيجب على الآباء أن يكوِّنوا رياضاً تكون على حسابهم ، ويكون فيها آداب إسلامية وأخلاق فاضلة ، وتربية توجههم إلى الخير ، وهذا ليس بصعب -والحمد لله- على من كان في مثل الكويت ، عندهم -والحمد لله- من الثروة والمال ما الله به عليم ، ثم يجب على إخواننا الكويتيين -وعلينا نحن أيضاً- أن نتعظ بما جرى قبل سنتين ، من أن الله سلط علينا جيراننا الذين يجب أن يكونوا معنا فصاروا علينا ، لماذا لا نتعظ ؟ وهل نأمن الآن أنه في يوم من الأيام تحصل مثل هذه الكارثة أو أكثر ؟ لا يجوز أبداً أن ننسى هذه الكارثة حتى لا يحق علينا قول الله تعالى: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الأنعام/44-45 ، لا يجوز أن نتصف بصفات من قال الله فيهم : (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأنعام/43" انتهى .

فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله .

"لقاءات الباب المفتوح" (2/383، 384) .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب