الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

هل تخصيص الوالدين أحد أبنائهم لينام في غرفة وحده يخالف وجوب العدل بين الأولاد ؟

السؤال

لدي 3 إخوة : أحدهم عمره 12 سنة ، والآخر 10 سنين ، وأصغرهم عمره 6 سنين ، وأنا حوالي 17 سنة ، فأعطاني والدي غرفة كاملة لوحدي ، وإخواني الثلاثة في غرفة واحدة مع بعضهم البعض ، فهل في ذلك ظلم ؟

الجواب

الحمد لله.


قد بينا في أجوبة كثيرة أنه من الواجب على الوالدين العدل بين أولادهم في العطية – انظر : جواب السؤال رقم ( 22169 ) - ، وهذا الذي قلناه إنما هو في " العطية " ، لا في " النفقة " ؛ لأنها تختلف من صغير إلى كبير ، ومن ذكَر إلى أنثى .
وما قلناه في " النفقة " نقوله في القضية الواردة في السؤال ، فإنه من المعلوم لدى العقلاء أنه من الأولى أن لا تنام البنات في غرفة أشقائهن الذكور ، وأن لا ينام الكبار في غرفة الصغار ، وهذه الأمور لا تعلق لها بالعدل بين الأولاد ، بل تقتضيها الطبيعة ، والمصلحة ، فإنه من المعلوم أن طبيعة الإناث تختلف عن طبيعة الذكور ، وتحتاج الأنثى في غرفتها ما لا يمكن أن يشاركها فيه شقيقها الذكَر ، والأمر نفسه يقال في حال اختلاف الأعمار بينهم .
وعليه : فلا مانع من أن يجعل الأب غرفةً مستقلة لابنته – مثلاً – ولو كانت وحدها ، ويجمع الذكور – بعدد مناسب – في غرفة واحدة ، كما لا مانع من فصل الكبير بغرفة وحده مستقلاً بها عن أشقائه الذين هم أصغر منه سنّاً .
وننبه هنا إلى أمور ، منها :
1. وجوب مراعاة الفصل في الفراش بين الأولاد منذ سنٍّ مبكرة ، ويتحتم هذا الفصل إذا بلغوا عشر سنين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ ) رواه أحمد (6717) ، وأبو داود (495) ، وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (298) .
وانظر – للأهمية - : جواب السؤال رقم : ( 78833 ) .
2. لا نرى من المصلحة نوم الكبار مع الصغار في غرفة واحدة .
3. قد تكون المصلحة أحياناً ألا يستقل كل ولد – ذكر أو أنثى – في غرفة مستقلة وحده ؛ لأن الشيطان أقرب إلى الواحد في الوسوسة ، والحث على السوء والمعصية من الاثنين والثلاثة ، فإذا اجتمع أكثر من واحد في غرفة فهو أفضل .
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال أسَر المسلمين ، وأن يوفق الوالدين لحسن رعاية أولادهم والعناية بهم .
والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب