الخميس 16 شوّال 1445 - 25 ابريل 2024
العربية

هل تدرس في جامعة مختلطة أم تقيم في مدينة بلا محرم وتدرس في جامعة غير مختلطة

السؤال

أنا بين مطرقة البقاء دون محرم في بلد عربي مسلم ، للدراسة في جامعة غير مختلطة (في الحقيقة عمي بالرضاعة في نفس البلد والمدينة والحي ، لكنه مقصر في وصلنا) وبين سندان أن أكون مع أهلي في بلد عربي مسلم (أقل محافظة) للدراسة في جامعة مختلطة ، بها من المنكرات والفظائع ما بها ، فأيهما أختار ؟ للأسف ليس بإمكاني أن أبقى مع أهلي دون أن أذهب للجامعة المختلطة ، لأن كل الجامعات في هذا البلد مختلطة ، كما أن أبي يرفض رفضاً تاما وقطعيا أن أجلس في البيت ، وأترك الدراسة ، حيث إن والداي للأسف ليسوا ملتزمين ، ماذا أفعل جزاكم الله خيراً ؟

الجواب

الحمد لله.

أولا :

يحرم الاختلاط في أماكن العمل والدراسة لما يؤدي إليه من مفاسد ومحاذير ، وينظر جواب السؤال رقم (1200) ورقم (103044) .

ولا يجوز لولي الفتاة أن يدعوها لهذه الدراسة المختلطة ، فإن هذا من التفريط وتضييع الأمانة ، بل الواجب أن يمنعها من الحرام ، وأن يجنبها الآثام ، وأن يغار عليه ويصون عرضها .

ثانياً :

لا يجوز للمرأة أن تسافر دون محرم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ) رواه البخاري (1862) .

وروى مسلم (1339) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ).

وأما بقاؤها في مدينة بلا محرم ، فليس محظورا ، إذا أمنت على نفسها وراقبت الله تعالى في خروجها ودخولها ، وتجنبت مخالطة الرجال .

وعليه ؛ فإذا سافر معك محرم وأوصلك إلى بلد الدراسة ، وبقيت هناك في مكان آمن ، وتقيدت بالضوابط الشرعية في خروجك للجامعة ، فلا حرج عليك .

ولو فرض امتناع المَحرم من السفر معك ذهاباً وإياباً ، وأصر أهلك على الدراسة في أحد الخيارين المذكورين ولم يكن بد من ذلك ، فالقاعدة : أنه يختار أدنى المفسدتين لدفع أعلاهما .

فعليك أن تختاري أقل الأمرين شراً ، وهذا يحتاج إلى النظر والتأمل في الخيارين ، فقد يكون سفرك أقل شراً ، إذ به تسلمين من الاختلاط ، ولكن فيه من الشر أنك ستكونين منفردة عن أهلك في بلد غريب ، فإن أمكن الاتصال بعمك من الرضاع ، ويقوم هو بالاطمئنان عليك ، ومساعدتك .... إلخ فهو خير .

وينبغي أن تحرصي على زيادة إيمانك ، وتقوية صلتك بالله تعالى ، والبحث عن الرفقة الصالحة ، والانشغال بالأعمال الفاضلة كحفظ القرآن الكريم ، والمداومة على نوافل الصلاة والصوم .

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب