الأربعاء 15 شوّال 1445 - 24 ابريل 2024
العربية

العمل في مكان مختلط

145754

تاريخ النشر : 10-03-2010

المشاهدات : 20073

السؤال

أعمل في أحد المراكز التي ترعى المعاقين, و بالرغم من أن طبيعة عمل المركز عمل خيري إلا أنني لا أرى خيراً في كثير من الأمور, نسبة كبيرة من الموظفين من غير الأجانب لغير المسلمين لذا تتم معايدتهم بأعيادهم, كما أن المركز يقيم الكثير من الحفلات المختلطة والغناء, كما أن عدداً من الموظفات غير محتشمات في لباسهن, وإذا قمت باجتناب تلك الحفلات فإن الجميع سينظرون لي نظرة سلبية ويعتقدون أنني متخلف ورجعي (لأني متمسك بديني) , بالإضافة إلى أن الشباب يقومون بممازحة الفتيات والعكس كذلك, وهنالك عدد من الموظفات اللواتي يحاولن ممازحتي وإذا ما اجتنبت ذلك نظروا إلي نظرة سلبية, منذ فترة وجيزة طلب المركز من الموظفين تبادل الهدايا بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية وأصبحت الآن في حيرة من أمري, إنني لا أشعر بالإسلام في عملي ولا يوجد مكان للصلاة, أفكر ملياً في ترك العمل ولكن ترك العمل حالياً صعب لأنني ما زلت مستجداً.

الجواب

الحمد لله.

أولا :

العمل المختلط له مفاسد وآثار سيئة على دين المرء واستقامته ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (1200)ورقم(103044).

جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (15/ 158) : " رجل يعمل في مكاتب حكومية، وفي نفس المكان توجد نساء كاسيات عاريات، فهل مرتبه حلال أو حرام؟ وهل استمراره في العمل نفسه جائز شرعا أم غير جائز؟ العمل شركة كهرباء القاهرة، الوظيفة محاسب، وهل إذا انتقل إلى مكتب آخر ليس به نساء يصبح ذلك جائزا أم غير جائز؟ علما بأن الشركة مليئة بالنساء الكاسيات العاريات.
الجواب : إذا كان الواقع كما ذكر من الاختلاط على الوجه المذكور في العمل ، فعليه أن يتجنب ذلك العمل ؛ محافظة على دينه وبعدا عن مثار الفتنة ، أما مرتبه ومكافأته على عمله فهما حلال له إذا كان نفس العمل الذي يقوم به حلالا ؛ كالخياطة والنسيج والتجارة المباحة ونحوها ، وإذا انتقل إلى مكان لا اختلاط فيه بالنساء فهو المتعين ، إذا كان نفس العمل مباحا. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .

ثانيا :

لا يجوز الاحتفال بعيد الميلاد الشخصي ، أو برأس السنة الميلادية ، كما لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم ، وينظر جواب السؤال رقم (26804)ورقم (9485)ورقم (947)ورقم(81977).

واعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، فاحرص على سلامة دينك ، ولا تخش فوات الرزق فإنه لن تموت نفس حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها . قال صلى الله عليه وسلم : ( فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته ) رواه أبو نعيم في الحلية ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم: 2085 .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب