الثلاثاء 9 رمضان 1445 - 19 مارس 2024
العربية

سنِّي متأثر بما عند الرافضة ومحتار في معرفة الحق والصواب

السؤال

هل حادثة " كربلاء " حادثة تأريخية صحيحة ؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يتطرق إليها الخطباء في خطبهم ؟ حدثٌ قُتل فيه أحفاد رسول الله أليس جديراً بالذكر ؟! . ألم يَذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكون بعده 12 إماماً ؟! أليسوا أئمة الشيعة ؟! . إني أقرأ هذه الأيام في بعض كتب الشيعة فوجدت الكثير من الحقائق التي يؤمنون بها مذكورة في كتبنا نحن أهل السنة ، مثل الخلاف بين أبي بكر وفاطمة على سبيل المثال ! إني محتار حقّاً وأحتاج إلى توضيح ، من المحق ، هم أم نحن ؟ أتمنى عليكم الإجابة على هذا التساؤل ، أعلم أنه موضوع حساس ولكني فعلاً بحاجة إلى مساعدة . جزاكم الله خيراً ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الجواب

الحمد لله.


أولاً:
حادثة " كربلاء " صحيحة ، وانظر تلخيص أمرها وحقيقة قصتها في جواب السؤال رقم (112051 ) .
وأما عدم تطرق خطباء أهل السنَّة لذكرها فهو أمر غير دقيق ، وخطب الجمعة ليست لسرد الحكايات والقصص ، وإنما هي لتقرير التوحيد وذِكر المفيد للناس في صلاح دينهم ، وما يحتاجونه من الموعظة في أنفسهم . وليس كل الناس يحتاجون لمعرفة هذه الحكاية وأبعادها ، وأما البلاد التي يحتاج أهلها للوقوف على حقيقة الحادثة ومعرفة كذب الرافضة في تفاصيلها وبطلان ما بنوا عليها : فإنه يكثر فيها ذِكر الحادثة وتُذكر تفاصيلها ، وحيثما ذُكر تقديس كربلاء أو قتل الحسين أو براءة يزيد بن معاوية من قتله أو بيان أول ظهور مذهب الرافضة بصفته مذهباً سياسيّاً : فإنه تُذكر حادثة كربلاء بتفاصيلها ، وأهل السنَّة لهم اليد الطولى في نشر الحادثة ، فقد حققوا أسانيدها ، وذكروها في كتبهم التاريخية وشروحاتهم الحديثية ومصنفاتهم في الفرَق والمذاهب ، ولن تجد كتاباً مؤلفاً في التاريخ أو في الفرق والمذاهب إلا وفيه ذِكر لتلك الحادثة .
وليس لأرض كربلاء أي فضل في شرعنا المطهَّر ، وانظر ماذا صنع الرافضة في تحريف الإسلام فيما يتعلق بأمر كربلاء لتعرف أنهم أهل باطل ، ولا ندري كيف تقول إنك محتار في اعتقادهم ومنهجهم وأنت ترى الكفر والشرك والغلو والكذب والتحريف في دينهم بالصوت والصورة والكتابة ؟! وعلى كل حال انظر ماذا جعلوا لأرض كربلاء من منزلة لأن فيها قبر الحسين – بزعمهم – حتى جعلوا زيارته خيراً من مليون حجة ! ومليون عمرة ! وأشياء أخرى غير ذلك ، ففي " وسائل الشيعة " ( 10 / 332 ) تجد عن أبي عبد الله قال " إذا أردت الحج ولم يتهيأ لك، فائت قبر الحسين فإنها تكتب لك حجة، وإذا أردت العمرة ولم يتهيأ لك فائت قبر الحسين فإنها تكتب لك عمرة " ! ، وفيه ( 10 / 360 ) عن أبي عبد الله – أيضاً - قال " من زار قبر الحسين يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم عليه السلام وألف ألف عمرة مع رسول الله ، وعتق ألف نسمة ، وحملان ألف فرس في سبيل الله ، وسمَّاه الله عز جل عبدي الصدِّيق آمن بموعدي ، وقالت الملائكة : فلان صدِّيق زكاه الله من فوق عرشه ، وسمِّي في الأرض كروبيّاً " ! وهل مثل هؤلاء يشك المرء في ضلالهم وسوء حالهم؟! .

ثانياً:
أما إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن ظهور اثني عشر خليفة بعده ، وثناؤه على زمانهم ، فقد صحَّت بذلك الأحاديث :
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ( إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَنْقَضِي حَتَّى يَمْضِيَ فِيهِمْ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً ، قَالَ : ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ خَفِيَ عَلَيَّ ، قَالَ : فَقُلْتُ لِأَبِي : مَا قَالَ ؟ قَالَ : كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ ) رواه البخاري ( 7222 ) ومسلم - واللفظ له - ( 1821 ) ، وفي لفظ عنده أيضا ( لَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً ) ، وفي لفظ آخر ( لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ عَزِيزًا مَنِيعًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً ) ، وأما لفظ البخاري فجاء فيه : ( يَكُونُ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا - فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعْهَا فَقَالَ أَبِى : إِنَّهُ قَالَ - كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ ) .

وقد اختلف العلماء في معنى هذا الحديث ، وفي تعيين أولئك الأئمة أو الأمراء بالشخص أو بالصفة على وجوه كثيرة ، وليس منها ما يزعمه الرافضة أنهم أئمتهم الاثني عشر ، وقد ذكرنا وجوه الحديث ورددنا على زعم الرافضة بجواب مفصَّل برقم ( 146316 ) فلينظر ، فهو مفيد .

ثالثاً:
أما الخلاف بين أبي بكر الصدِّيق وفاطمة رضي الله عنهما فقد ذكرناه بتفصيله ، ورددنا على الرافضة كذبهم بخصوص تلك الحادثة ، فانظر جواب السؤال رقم ( 125876 ) يتبين لك الأمر واضحاً جليّاً أن الرافضة أهل كذب وبهتان ، وأن أبا بكر الصدِّيق كان محقّاً في قوله وفعله فيما جرى بينه وبين فاطمة رضي الله عنها ، ومع ذلك فتجده صاحب خلق رفيع ومنزلة عالية يستحق بهما أن يكون خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين .

رابعاً:
أمر الرافضة لم يعد يخفى على أهل السنَّة فقد كانوا يمارسون التقية قديماً ، وأما الآن فإنهم أظهروا اعتقاداتهم القديمة ، وقد وثقت بالصوت والصورة في كثير منها ، ألم تسمع بمباهلة اثنين من أقطابهم في فسق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وفجورها ؟! ألم تر بعينك ما يفعلونه من سجود عند قبور أئمتهم وطواف حولها ؟! ألم تسمعهم يلعنون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ؟! ألم يبلغك جرائمهم البشعة في أهل السنَّة في العراق حتى إنهم ليقتلون الصغار والكبار ممن كان اسمه " عمَر " ؟! ألم تر تلك المناظرات التي قام بها أهل السنَّة مع أقطابهم ليظهروا شركهم وضلالهم وبدعهم وكذبهم وتحريفهم من كتبهم وبألسنة أئمتهم المعاصرين ؟! والكثير الكثير مما لا يمكننا حصره في هذا الجواب في بيان سوء اعتقادهم وبطلان منهجهم ، والمرجو منك – أخي السائل – أن تبتعد عن العاطفة وأن تفكِّر بعقلك لتحكم على أولئك بما يستحقونه ، ولم نذكر لك إلا النزر اليسير من حالهم وإلا فالأمر أعظم مما ذكرناه بكثير ، ويمكنك النظر – للمزيد في بيان حالهم – في أجوبة الأسئلة ( 101272 ) و ( 43458 ) و ( 44970 ) و ( 4569 ) و ( 1148 ) و ( 20738 ) و ( 21500 ) و ( 125890 ) .
وانظر في اعتقاد أهل السنَّة في أهل البيت جواب السؤال رقم (125874 ) .

واستعن بالله تعالى ربك بدعائه والتضرع إليه أن يهديك للحق وأن يبصرك بالصراط المستقيم.

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب