الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

يسأل عن حكم التواصل مع امرأة عبر النت لتعلم اللغة الأجنبية

216698

تاريخ النشر : 29-06-2014

المشاهدات : 20668

السؤال


نحن الآن في عصر الانترنت والفيسبوك ، كما تعلم أن كل واحد فينا له غرض ، أو له ضالة يبحث عنها من خلاله ، وهذا الاستعمال قد يختلط على الشخص بعض الأمور لدرجة أنه لا يميز فيها الحق من الباطل ، فمثلا أنا أريد الآن أن أتعلم اللغة الفرنسية من خلال الفيسبوك ، وأثناء البحث وجدت أستاذة في اللغة الإنجليزية والفرنسية ، عبر أحد المواقع المتخصصة في تعليم اللغة الفرنسية ، فاتصلت بها عبر الفيسبوك ، والحقيقة أني اكتسبت منها الكثير في هذا الجانب . هل هذا الاتصال من الناحية الشرعية حرام أم حلال ؟ علما أني لا أعرف هذه الأستاذة ، وهي عربية الأصل ، ومسلمة ، فقط العلاقة التي تربطنا هي تعلم اللغة الفرنسية .

الجواب

الحمد لله.


الأصل جواز تدريس المرأة للرجال وتدريس الرجل للنساء ، إذا التُزمت الضوابط الشرعية من الحجاب وعدم الاختلاط المحرم ، وعدم الخلوة وما دام الكلام بالمعروف دون تغنج أو تكسر أو خضوع بالقول ، وذلك أن صوت المرأة ليس عورة في ذاته ، على الراجح من كلام أهل العلم رحمهم الله ؛ فقد كانت المرأة تسأل النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبها ، وكانت تسأل الصحابة ، وكانت تبيع وتشتري ، وتمارس شؤون حياتها ، كل ذلك مع الانضباط بآداب الشرع الحنيف .

قال علماء اللجنة الدائمة :
" صوت المرأة نفسه : ليس بعورة ، لا يحرم سماعه إلا إذا كان فيه تكسُّر في الحديث وخضوع في القول ، فيحرم منها ذلك لغير زوجها ، ويحرم على الرجال سوى زوجها استماعه ؛ لقوله تعالى : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ) الأحزاب/ 32 " انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة – المجموعة الأولى " (17/202 - 203) ، وينظر جواب السؤال رقم : ( 163393 ) .

ونص أهل العلم على حرمة التلذذ بسماع صوت المرأة ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم : ( 112709 ) .

لكن ، ومع ذلك كله : فالسلامة لا يعدلها شيء ، والوقاية خير من العلاج ، ومن المعلوم أن الشرع الذي أباح للمرأة التعامل مع الرجال بالمعروف ، هو الذي منعها من إمامتهم في الصلاة , ومن الأذان , ومن رد الإمام إذا أخطأ أو سها في صلاته , ومنعها كذلك من خطبة الجمعة ، كل ذلك سدا للذريعة ، وغلقا لباب الفتنة ، وصيانة لها ولمن يستمع إلى صوتها من خطوات الشيطان ، ومن المعلوم أن القلوب في هذه الأزمان ضعيفة ، قل أن تصبر على فتنة أو تقاوم شهوة ، فينبغي سد أسباب العطب ، خاصة أن المراسلة الخاصة مع المرأة : فيه نوع من الخلوة بالحديث إليها ، وطول ذلك : باب خطر من أبواب التعلق والافتتان بينهما ، كما هو معلوم مشاهد فيما لا يحصى من أحوال الناس ووقائعهم .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب