الثلاثاء 7 شوّال 1445 - 16 ابريل 2024
العربية

يهديه صديقه هدية مكتوب فيها "لبيك ثأر الله" فهل يقبلها ؟

264918

تاريخ النشر : 14-04-2017

المشاهدات : 4450

السؤال

من أحد أصدقائي يأتيني هدية فيه مكتوب "لبيك ثار الله”، وأنا في شكوك عن استخدامه، وعليه يرجى لدى الأستاذ الكريم بالإفادة عن تفسير "ثار الله، والحكم عن استخدامه

الجواب

الحمد لله.

التلبية في اللغة هي الاستجابة ، ومعنى " لبيك فلان " : استجبت لك يا فلان ، بحذف حرف النداء .

وحذف حرف النداء ، شائع في اللغة العربية ، وأمثلته في القرآن كثيرة ، كقوله تعالى ( يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ) والمعنى : يا يوسف أعرض عن هذا ، ومنه قوله تعالى ( رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ ) فـ "ياء النداء" قبل "رب" محذوفة ، وهذا كثير في القرآن .

ومعنى " لبيك ثأر الله " :  استجبت ، أو سأستجيب لك ، يا ثأر الله .

والتلفظ بالاستجابة لثأر الله أو ثأر رسوله أو ثأر فلان أو علان ؛ كل هذا لا حرج فيه ؛ إذا كان قائله يريد به أن يستنهض الهمم ، للغيرة والثأر لدين الله ، فهو كقول القائل : وا إسلاماه ، أو يا خيل الله اثأري ، أو نحو هذه الألفاظ ، فهذه ألفاظ حق ، ولا حرج فيها .

غير أن استعمال هذه الكلمة صار شائعا عند الرافضة الحاقدين ، ويقصدون بها الأخذ بثأر الحسين بن علي رضي الله عنه وعن أبيه ، ويرمون أهل السنة – ظلما وبهتانا - بعداوته وقتله ، مع أن أهل السنة أولى بالحسين وبجميع آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم منهم .

وينظر جواب السؤال (176341) .

وهؤلاء لو كان عندهم عقل وعدل وإنصاف ، فممن يريدون الأخذ بثأر الحسين ؟!

وقد مات قتلة الحسين منذ نحو ألف وأربعمائة سنة !!

ولكنهم يطلقون مثل هذه العبارة لحمل سفهائهم وجهالهم على قتل أهل السنة .

والله تعالى يقول : (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) الأنعام/164 .

ولكنه الحقد على أهل الإسلام ، من أهل السنة خصوصا ، تبديه مثل هذه العبارات .. لما كانوا يتسترون بالتقية زمانا ....

وأما اليوم : فلا يحتاج الأمر إلى بيان .. والله المستعان .

وقد عرف عن الرافضة توزيع الهدايا والأطعمة في ذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه ، ويكتبون فيها هذه العبارة وما يشابهها ؛ ليستميلوا الناس إلى باطلهم ، ويغووهم بذلك .

فإذا كان الأمر كذلك ، فاحذر كل الحذر من هذا الصديق ، وما يهديك من كتب القوم ، وضلالاتهم ؛ فبين له ذلك ، وحذره من ضلال الرافضة ، وفساد طريقتهم ولا يجوز لك أن تقبل منه شيئا جاء على هذا النحو ؛ حفاظا على سلامة دينك ، وإضعافا لباطلهم ، وبعدا عن إقرارهم عليه .

وينظر جواب السؤال (102885) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب