الحمد لله.
أولاً :
الذي وفقك لهذه الأعمال الصالحة، فقليل من يوفق للعمل الصالح والاستمرار عليه والمثابرة، ومن توفيق الله لك أن جعلك تحافظ على هذه العبادات وتستمع لما يرضيه من المحاضرات والدروس العلمية، وأن يسر لك زوجة تعينك على هذا الأمر، نسأل الله أن يثبتنا وإياكم على العمل الصالح.ثانيا :
من تاب بعد أن وقع في المعصية ، وكانت توبته نصوحا فإن الله عز وجل كريم ، يستر ويغفر ، وهو سبحانه يفرح بتوبة عبده ويثيبه عليها ، ويبدّل سيئات التائب حسنات .
فما دمت قد تبت من ذنبك فأحسن الظن بالله ، فقد أمرك بذلك ربك سبحانه وتعالى ، فقال عن نفسه ، ومن أصدق منه قيلا (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) رواه البخاري (7405)، ومسلم (2675).
نقل الحافظ ابن حجر عن القرطبي :
"قَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِي الْمُفْهِمِ : قِيلَ مَعْنَى (ظَنِّ عَبْدِي بِي) : ظَنُّ الْإِجَابَةِ عِنْدَ الدُّعَاءِ ، وَظَنُّ الْقَبُولِ عِنْدَ التَّوْبَةِ ، وَظَنُّ الْمَغْفِرَةِ عِنْدَ الِاسْتِغْفَارِ ، وَظَنُّ الْمُجَازَاةِ عِنْدَ فِعْلِ الْعِبَادَةِ بِشُرُوطِهَا ، تَمَسُّكًا بصادق وعده .
قَالَ : وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ : ( ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ ) .
قَالَ : وَلِذَلِكَ يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ أَنْ يَجْتَهِدَ فِي الْقِيَامِ بِمَا عَلَيْهِ ، مُوقِنًا بِأَنَّ اللَّهَ يَقْبَلُهُ ، وَيَغْفِرُ لَهُ ، لِأَنَّهُ وَعَدَ بِذَلِكَ ، وَهُوَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ .
فَإِنِ اعْتَقَدَ أَوْ ظَنَّ أَنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُهَا ، وَأَنَّهَا لَا تَنْفَعُهُ : فَهَذَا هُوَ الْيَأْسُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَهُوَ مِنَ الْكَبَائِرِ ؛ وَمَنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ ، وُكِلَ إِلَى مَا ظَنَّ " انتهى من "فتح الباري" (13/386) .
ثالثا :
تقوية الإيمان لها طرق ووسائل ، منها :
- تلاوة القرآن متدبرا لآياته ؛ فقراءته تزيد الإيمان وتلين القلب القاسي ، بدليل قول الله تعالى:(لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) الحشر/21 .
- مطالعة وحضور دروس السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم فإن قراءة السيرة لها تأثير عجيب على القلب لأنها تجعل المرء يشعر وكأنه يعيش في مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم وتحثه على الاقتداء بهم وبسيرهم .
- دعاء الله أن يرزقك الإيمان وأن يهديك السبيل ، مع الحرص على قيام الليل والاستغفار بالأسحار .
- المجاهدة والصبر قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت/ 69.
ولمزيد من الفائدة ينظر الفتوى رقم: (14041) ، (228612) ،(20059) .
والله أعلم .
تعليق