السبت 11 شوّال 1445 - 20 ابريل 2024
العربية

تسأل عن اللعب بالأونو بدون عوض ؟

272807

تاريخ النشر : 19-11-2017

المشاهدات : 47449

السؤال

أريد أسأل عن حكم الأونو بدون فلوس ، ويكون لعبها في أوقات محدودة ، فأنا ألعبها مع الأصدقاء في المدرسة في أوقات الفراغ مثل الفسحة .

الجواب

الحمد لله.

اللعب بالورق لا يجوز ؛ لما يؤدي إليه من المفاسد والمحرمات ، كالقمار ، وأكل أموال الناس بالباطل ، والمنازعات ، والانشغال بها ذكر الله وعن الصلاة .

وينظر جواب السؤال (12567) .

ولو أن المسلم التزم اجتناب هذه المحاذير عند لعبه بها ؛ وقال أنا لا ألعب بها على مبلغ من المال ، ولا تشغلني عن الصلوات الواجبة .

فالجواب : قد حرمها العلماء وإن خلت من هذه المحاذير ، لسببين : الأول : سدا للذريعة ، فإن اللاعب بها مع التزام الضوابط ، لا يأمن على نفسه أن تضعف عنده هذه الضوابط مع كثرة الملابسة ، ويُخشى أن يتعلق قلبه بها فيقوده قليلها إلى كثيرها ، حتى يقع في هذه المحاذير أو بعضها .

وأهل العلم رحمهم الله يمنعون الأمر المباح في أصله إذا كان طريقا مؤديا إلى المحرم غالبا ؛ لأنه يخشى على الذين يدورون حوله ويلابسونه كثيرا أن يقعوا فيه (كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه) .

قال المرداوي :

" قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ أَيْضًا: كُلُّ فِعْلٍ أَفْضَى إلَى مُحَرَّمٍ ، كَثِيرًا: حَرَّمَهُ الشَّارِعُ ، إذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَصْلَحَةٌ رَاجِحَةٌ. لِأَنَّهُ يَكُونُ سَبَبًا لِلشَّرِّ وَالْفَسَادِ " انتهى من "الإنصاف" (6/90) .

السبب الثاني : أنها تعتمد على الحظ والتخمين ، فتكون شبيهة بالنرد الذي ورد الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بتحريمه ، وينظر في ذلك السؤال (137930) .

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن اللعب بالورق :

فأجاب : "لتعلم يا أخي المسلم! أنك إنما خلقت لعبادة الله، وأن كل ساعة ولحظة تمضي عليك بدون عبادة الله فهي خسارة وضياع، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) فالفعل من باب أولى، افعل خيرا وإلا فاترك.

ونحن حسب ما سمعنا عن لعب الورق (البلوت) أنها تأكل الوقت أكلا، كالنار في الهشيم، وأن الوقت يضيع وتمر الساعات الكثيرة وكأنها دقائق، وهذا يعني أن الإنسان أضاع وقته الثمين بهذا اللعب، واستمع إلى قول الله تعالى: (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون * لعلي أعمل صالحا فيما تركت) المؤمنون:99-100 ، ما قال: لعلي أبني فيما تركت قصورا، وأشتري سيارات، لا (لعلي أعمل صالحا فيما تركت) .

فلا يليق بالمؤمن أن يضيع أوقاته في مثل هذا اللعب، وقد صرح من أهل العلم من صرح بأن لعبها حرام، وممن صرح بذلك شيخنا عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله" انتهى من "جلسات وفتاوى" .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب