الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

أيهما أفضل الهدية أم الصدقة ؟

34614

تاريخ النشر : 11-08-2003

المشاهدات : 60553

السؤال

هل الأفضل أن أتصدق بالمال على الفقراء والمحتاجين أو أعطيه هدية لأحد أقاربي أو أصدقائي ؟.

الجواب

الحمد لله.

الفرق بين الصدقة والهدية :

أن الصدقة تُعطى للفقراء والمحتاجين لسد حاجتهم ، ويقصد بها صاحبها وجه الله تعالى ، من غير أن يقصد أن تكون في شخص معين ، بل يعطيها لأي فقير أو مسكين .

وأما الهدية فلا يشترط أن تعطى للفقير ، بل تُعطى للفقير والغني ، والقصد منها التودد إلى المهدي إليه وإكرامه .

وكلاهما (الهدية والصدقة) عمل صالح يثاب عليه ، لكن أيهما أفضل ؟

قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" :

("الصَّدَقَةُ" مَا يُعْطَى لِوَجْهِ اللَّهِ عِبَادَةً مَحْضَةً مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ فِي شَخْصٍ مُعَيَّنٍ وَلا طَلَبِ غَرَضٍ مِنْ جِهَتِهِ ; لَكِنْ يُوضَعُ فِي مَوَاضِعِ الصَّدَقَةِ كَأَهْلِ الْحَاجَاتِ . وَأَمَّا " الْهَدِيَّةُ " فَيَقْصِدُ بِهَا إكْرَامَ شَخْصٍ مُعَيَّنٍ ; إمَّا لِمَحَبَّةِ وَإِمَّا لِصَدَاقَةِ ; وَإِمَّا لِطَلَبِ حَاجَةٍ ; وَلِهَذَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْهَا فَلا يَكُونُ لأَحَدِ عَلَيْهِ مِنَّةٌ وَلا يَأْكُلُ أَوْسَاخَ النَّاسِ الَّتِي يَتَطَهَّرُونَ بِهَا مِنْ ذُنُوبِهِمْ وَهِيَ الصَّدَقَاتُ وَلَمْ يَكُنْ يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ لِذَلِكَ وَغَيْرِهِ . وَإِذَا تَبَيَّنَ ذَلِكَ فَالصَّدَقَةُ أَفْضَلُ ; إلا أَنْ يَكُونَ فِي الْهَدِيَّةِ مَعْنًى تَكُونُ بِهِ أَفْضَلَ مِنْ الصَّدَقَةِ : مِثْلَ الإِهْدَاءِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَيَاتِهِ مَحَبَّةً لَهُ . وَمِثْلَ الإِهْدَاءِ لِقَرِيبِ يَصِلُ بِهِ رَحِمَهُ ، وَأَخٍ لَهُ فِي اللَّهِ : فَهَذَا قَدْ يَكُونُ أَفْضَلَ مِنْ الصَّدَقَةِ) اهـ .

وعلى هذا ، فإعطاؤك الهدية لأحد أقاربك قد يكون أفضل من الصدقة ، لما فيه من صلة الرحم . وكذلك إذا أعطيتها صديقاً لك ، لما فيها من توثيق عُرى المحبة بينكما ، وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تَهَادَوْا تَحَابُّوا) . رواه البخاري في "الأدب المفرد" وقال ابن حجر : إسناده حسن. وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد (463) .

ومعنى الحديث : أن الهدية سبب لجلب المحبة وزيادتها .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب