الثلاثاء 14 شوّال 1445 - 23 ابريل 2024
العربية

لا يجوز أخذ الأجرة على قراءة القرآن

97500

تاريخ النشر : 12-06-2007

المشاهدات : 40483

السؤال

كنت أقرأ القرآن بأجرة على أرواح الأموات ، فهل يحل لي هذا المال وأن أذهب به لأداء فريضة الحج ؟ مع أنه لا يوجد لديَّ نقود إلا ما أخذته مقابل قراءة القرآن .

الجواب

الحمد لله.


" تلاوة القرآن من أفضل الأعمال قال الله سبحانه وتعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ) فاطر / 29 . وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف ) رواه الترمذي ( 2910) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
فتلاوة القرآن عمل صالح وعبادة عظيمة ، مع التدبر والتفكر بآياته ، والعمل بما فيه من الأحكام ، وأخذ الأجرة على تلاوة القرآن لا تجوز ، لأن تلاوة القرآن قربة وعبادة ، وأخذ الأجرة على القرب والعبادات لا يجوز ، وقراءة القرآن على أرواح الأموات بدعة لا دليل عليها ، فلا يجوز أن تتخذ قراءة القرآن حرفة يتكسب بها ؛ لأنه إذا قرأ القرآن لأجل الأجرة فإنه ليس له أجر عند الله سبحانه وتعالى ، قال تعالى : ( مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ . أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) هود / 15، 16 ؛ والذي يريد عمل الدنيا بعمل الآخرة، ويريد الدنيا بالعبادة عليه وعيد عظيم وعمله باطل، فلا يجوز للسائل الاستمرار على مثل هذا ، ويجب عليه التوبة إلى الله سبحانه وتعالى مما حصل ، ولا يجوز له أن يحج من هذا المال الذي جمعه من هذا الكسب .
ومع الأسف قد اتخذت تلاوة القرآن حرفة ليتكسب بها كثير من المقرئين في عصرنا الحاضر ، يقرءونه في المآتم ، ويقرءونه على القبور ، ويقرءونه على الأموات ، نظير أجور يتقاضونها أو مطامع يحصلون عليها ، وهذا عمل باطل ، ومكسب لا يحل ، فقراءة القرآن للأموات في مقابل أجرة .
أولاً : لا دليل عليها حتى ولو كان بدون أجرة .
وثانيًا : أخذ الأجرة على ذلك أخذ لا يجوز ، وأكل للمال بالباطل .
والذي ننصح به إخواننا المسلمين وحملة القرآن أن يبتعدوا عن مثل هذه الأمور ، وأن يطلبوا الرزق من الوجوه المباحة والمكاسب الطيبة ، وأن يتخذوا كتاب الله دليلاً لهم ويتلونه بنية خالصة لله سبحانه وتعالى ، لا يريدون من ذلك طمعًا من مطامع الدنيا . والله الموفق " .
" المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان " ( 3 / 90 )
 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب