أنا في حيرة من أمري وأريد منك المساعدة . أنا أدرس في دورة للتربية الخاصة في مركز من المراكز وعندما بدأت بالدراسة هناك رأيت العجب العجاب من البنات ، اللباس ضيق وقصير وفتحات تصل إلى الأفخاذ ومن الأعلى قد ظهرت الأكتاف وقد خرجت الصدور بل حتى الظهور لم تسلم فقد خرجت هي أيضا وإذا رأيت إلى الحواجب فإنك لا تراها إلا منموصة أو مشقرة . ومديرة المركز لبست أيضا القصير ونمصت الحواجب لا أدري كيف أنكر عليهم وهم أعداد هائلة تصل إلى الأربعمائة , وعندما سألت إحدى الداعيات قالت لي: دعي المكان ؟ فأنا أعرفهم وقد حاولت معهم للدعوة ولم يستجيبوا ؟حتى إنهم رفضوا أن أدعو العاملات إلى الإسلام فاتركي المكان . أنا الآن في قمة الحيرة ولا أعلم ما أفعل ولا أظن أن أهلي سيقبلون فكرة انسحابي كما أنني سأشعر بالفشل لأنني لم أدخل الكلية ولكن كان ذلك بإرادتي لأنه لا يوجد التخصص الذي أريد في منطقتنا وأظنه يحقق طموحي فأشعر أن الكل يعتقد أني فاشلة رغم أنني أحب طلب العلم كثيرا لكن لم تهيأ لي الفرص وعندما أترك هذه الدورة أشعر أن الكل سيتحقق لديه هذا المعنى.
الحمد لله.
نرى أن تستمري في دراستك ، مع بذل النصيحة قدر الإمكان ، والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، وذلك بالكلام مع زميلاتك ، وبيان حكم النمص ، ووجوب ستر العورة ، وحدود ما يجوز كشفه وما لا يجوز ، وقد لا يتيسر لك الكلام مع جميعهن ، لكن اجتهدي قدر طاقتك ، وافعلي ما بوسعك ، واستعيني بالوسائل النافعة كالمطويات ، أو الدلالة على موقع في الإنترنت ، أو محاضرة نافعة . وينبغي أن تتعاوني مع المستقيمات من زميلاتك ، لتهييء البيئة الدعوية الصالحة ، والتأثير على من حولكن .
وأما اليأس من التغيير ، فهذا ليس من خلق الداعية ، كما أنه مخالف للواقع ، فكم من جامعات فيها من الاختلاط والشر ما هو أعظم مما ذكرت ، وقد نجحت فيها الدعوة إلى الله تعالى ، وآتت ثمارها ، بفضل الله تعالى ، ثم ببذل الأسباب من الدعاة الصالحين الصابرين .
ونحن نرى جهود المفسدين وسعيهم لتخريب العقول والأفكار ومسخ الفطر ، رغم وجودهم في مجتمع محافظ مخالف لهم ، لكنهم لم ييأسوا ولم يحكموا على مشروعهم بالفشل قبل تجربته ، وأهل الخير أولى منهم بالجد والاجتهاد والصبر والاحتساب ، لأنهم يحملون الحق ، وينشرون الخير ، وهم أصحاب هدف أعلى ورسالةٍ أسمى ، ثم هم ينطلقون من خلال البيئة المحافظة ، التي تقف من ورائهم وتحيط بهم ، فما على الداعية إلا أن يحرك النفوس ، ويوقظ ما فيها من حب الله ، وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ، ليرى أثر ذلك عاجلا غير آجل .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والعون والسداد .
والله أعلم .