هل يسافر مع أمه محرما أم يبقى ليستعد للامتحانات
أدرس في بلد أجنبي , وأمي عندي في زيارتي , بعد ثلاثة أسابيع ستسافر مع صديقتها إلى بلدي المسلم حيث يتواجد أبي . أولاً : لا أدري إذا أردت السفر معها هل سأنجح في جميع الامتحانات في الوقت المناسب؟ ثانياً, إذا استطعت السفر معها سيرغموني على حضور عرس بنت عمي الذي يشمل المحرمات , و إذا امتنعت قد يحصل مشاكل مع الأهل والأقارب, ولذلك أنوي التأخير والتحجج بالامتحانات لتجنب الحضور. فما هو الأولى, أن أكون محرما لوالدتي(إذا نجحت الامتحانات), أم اجتناب مواجهة حضور العرس؟ جزاكم الله خيراً. إن كان بالإمكان الرد على السؤال قبل سفر أمي. إن لم تستطيعوا, لا حرج, جزاكم الله خيراً في كل الأحوال, على الأقل سأعرف للمرة القادمة إن شاء الله.
الجواب
الحمد لله.
لا يجوز سفر المرأة بلا محرم ، كما هو مبين في السؤال رقم (101520)
ورقم (9370)
أولا : في ظننا أنه لا يغيب عن بالك أنك إذا استطعت تأخير سفر أمك إلى ما بعد
انتهائك من الامتحانات ، فتصحبها في سفرها ، وتجمع الخير كله ، إن شاء الله ، فهو
الواجب عليك .
وأما إذا لم يكن ذلك ممكنا ، كما يظهر من سؤالك ؛ فأنت الذي تستطيع تقدير ما يتعلق
بالدراسة والامتحانات ، فإن كانت مدة السفر يسيرة ، ويمكن أن تتدارك ما فاتك ،
وتتهيأ للامتحانات بعد عودتك ، فاجتهد في أن تسافر مع أمك ، واعلم أن ما تنفقه من
الوقت والجهد في هذه الصحبة التي تبر بها أمك ، وتقيها من الوقوع في الإثم ؛ فإن
الله سيخلفه عليك ، ويعوضك ـ إن شاء الله ـ خيرا مما فاتك .
وأما إن كنت تعلم ، أو يغلب على ظنك ، أنه يحصل لك ضرر في دراستك ، أو قصور في
الاستعداد لامتحاناتك ، فلا يلزمك ذلك ، واجتهد في تقليل الشر والمفسدة المترتبة
على سفرها بدون محرم ، بتأمين رفقة مأمونة من النسوة الثقات ، ما أمكنك ذلك .
ثانيا :
لا يجوز حضور العرس المشتمل على المحرمات ، وعلى المرء أن يبذل النصيحة لأهله
وأقاربه ، وأن يهنئهم في أفراحهم ومسراتهم دون أن يحضر شيئا من المنكرات ، وإن أمكن
أن تجعل السفر بعد العرس ، لتتجنب حضوره ، سواء بقيت معك أمك ، أو سافرت قبلك ،
فهذا أسلم لك ، وأبعد عن الحرج والإثم .
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة : " إذا كانت حفلات الزواج خالية من المنكرات كاختلاط
الرجال بالنساء، والغناء الماجن ، أو كانت إذا حضرت غيّرت ما فيها من منكرات جاز
لها أن تحضر للمشاركة في السرور، بل الحضور واجب إن كان هناك منكر تقوى على إزالته.
أما إن كان في الحفلات منكرات لا تقوى على إنكارها فيحرم عليها أن تحضرها ؛ لعموم
قوله تعالى : ( وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً
وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا
كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ )
الأنعام: من الآية70)
وقوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ
سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ
مُهِينٌ ) (لقمان:6)
والأحاديث الواردة في ذم الغناء والمعازف كثيرة جدا "
انتهى نقلا عن فتاوى المرأة ، جمع محمد المسند ، ص
92
وينظر : سؤال رقم (10957)
.
فاجتهد فيما تراه الأصلح ، وقدم برّ الوالدة ما استطعت ، ولعل الله تعالى أن يوفقك
في امتحانك ، ويعوضك خيرا عن الوقت الذي بذلته من أجل رعاية أمك و البر بها .
ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد .
والله أعلم .