يسألني أحد زملاء العمل " لماذا أسلمت ؟ " فقلت له : إن هذا هو الطريق الذي كان يجب أن أسلكه ، لا أعرف أحيانًا ما يجب أن أقوله ، وعندما أحاول : أشعر أن ردي غير صحيح ، كيف أرد على مثل هذا السؤال ؟ .
الحمد لله.
أولاً :
نسأل الله تعالى أن يتقبل إسلامك ، وأن يثبتك على الحق ، ويهديك لما يحب ويرضى .
واعلمي أيتها الأخت الفاضلة أنك سلكتِ الطريق الصحيح ، فالإسلام دين الفطرة ، ودين
الأمن ، والسعادة ، يشعر بذلك كل من انتسب لهذا الدين العظيم ، وقد يشعر بذلك أكثر
من كان غارقاً في ظلمات الجهل والضلال والكفر ، ويشعر الناطق بالشهادتين بشيء في
قلبه لا يستطيع وصفه لأحدٍ ، ولذلك تغلب أكثرهم دموع الفرح والسعادة ، ولا شك أن
الله تعالى قد جعل للإسلام طعماً ، وللإيمان حلاوة ، وهو ما نصَّت عليه نصوص
شريعتنا ، ويشعر بذلك الطعم ، ويتذوق تلك الحلاوة من آمن بالله ربّاً وبالإسلام
ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيّاً ورسولاً .
ثانياً:
إن الذي يكرمه الله تعالى بدخول الإسلام يجد من الأسباب لدخوله فيه ما لا يجده غيره
، ويرى فيه من الجوانب ما لا يراه غيره ، وما ذلك إلا لعظمة هذا الدين ، وكثرة
جوانب الخير فيه ، وصلاحيته لجميع طبقات الناس وبيئاتهم وثقافاتهم ، ومن هنا فإن من
يدخل في هذا الدين العظيم يذكر من الأسباب لإسلامه ما لا يذكره غيره غالباً ، وكلها
إجابات صحيحة تحكي واقعهم وواقع الإسلام ذاته ، ويمكنك الوقوف على بعض تلك الإجابات
، والاستفادة منها ، ونحن نفضل أن تذكري شعورك أنت ، والسبب الذي دفعك أنت للدخول
في هذا الدين ، فهو تعبير عن واقعك الذي تعيشين ، وأنت أبلغ من يستطيع التعبير عنه
.
ولا مانع من ذِكر بعض تلك الأسباب عند غيرك ممن دخل في الإسلام ؛ فقد يكون ثمة
اشتراك في بعضها بينك وبينهم .
1. سئل أعرابي : لماذا أسلمتَ ؟ قال : لم أرَ شيئاً من قول ، أو فعل يستحسنه العقل
، وتستطيبه الفطرة : إلا وحثَّ عليه الإسلام ، وأمر به ، وأحلَّه رب العزة سبحانه ،
ولم أجد شيئاً يستقبحه العقل ، وتستقذره الفطرة : إلا ونهى الله عنه ، وحرَّمه على
عباده .
2. قال " روبرت ديكسن " رئيس جمعية المحامين الأمريكيين : جوابي لمن سألني لماذا
أسلمت : هو : أن الإسلام دين التوحيد ، والسعادة ، والراحة النفسية ، والعيشة
الهانئة ، إذا التزمت به ، وطبقت تعاليمه ، وهو دين العدل الإلهي .
3. قال " محمد أسد " - السياسي ، والمؤلف النمساوي - : لم يكن هناك شيء بعينه من
تعاليم الإسلام هو الذي أخذ بمجامع قلبي، إنه المجموع المتكامل المتناسب والمتماسك
من هذه التعاليم الروحية من جانب ، والتي ترسم برنامجاً عمليّاً للحياة من الجانب
الآخر .
4. قالت الفرنسية المهتدية " سيلفي فوزي : لقد وجدت في الإسلام منهاج حياة يجيب عن
كل التساؤلات ، وينظم للإنسان حياته وفق ما ينفعه ، ويتناسب مع فطرته ، ملبسه ،
ومأكله ، وعمله ، ونظام زواجه ، اختياراته في الحياة ، علاقاته بالآخرين ، ومن ثم
فلا عجب أن من يلتزم بالإسلام يستشعر الاطمئنان ، والأمان النفسي، الذي هو في رأيي
أهم العناصر لاستمرار الحياة .
5. قالت أم عبد الملك – الأمريكية المسلمة - : أذهلني الإسلام الذي رفع من مقدار
الوالدين .
6. قال الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله - : إن أَحد فلاسفة الهنود درس تاريخ
الأَديان كلها ، وبحث فيها بحثَ مستقلٍّ منصفٍ ، وأَطال البحث في النصرانية ؛ لما
للدول المنسوبة إليها من الملك ، وسعة السلطان ، والتبريز في الفنون ، والصناعات ،
ثم نظر في الإسلام ، فعرف أَنه الدين الحق ، فأَسلم ، وأَلف كتاباً باللغة
الإنجليزية سماه " لماذا أَسلمت " ، بيَّن فيه ما ظهر له من مزايا الإسلام على جميع
الأَديان ، وكان أَهمها عنده : أَن الإسلام هو الدين الوحيد الذي له تاريخ صحيح
محفوظ ، فالآخذ به يعلم أَنه هو الدين الذي جاء به محمد بن عبد الله ، النبي الأمي
العربي ، المدفون في المدينة المنورة من بلاد العرب ، وقد كان من مثار العجب عنده
أَن ترضى أُوربا لنفسها دينًا ترفع من تنسبه إليه عن مرتبة البشر ، فتجعله إلهاً
وهي لا تعرف من تاريخه شيئًا يعتد به ، فإن هذه الأناجيل الأربعة على عدم ثبوت
أَصلها ، وعدم الثقة بتأْريخها ، ومؤلفيها : لا تذكر من تاريخ المسيح إلا وقائع
قليلة ، حدثت - كما تقول - في أَيام معدودة ، ولا يذكر فيها شيء يعتد به عن نشأَة
هذا الرجل ، وتربيته ، وتعليمه ، وأَيام صباه ، وشبابه ، ولله في خلقه شئون .
" فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم " ( 1 / 48 )
.
7. قال " يوسف خطَّاب " – المتحول من اليهودية إلى الإسلام – لما سئل لماذا أسلمت -
: لأن الإسلام دين التوحيد ، قرأت عنه كثيراً ، وأخيراً اقتنعت بأنه هو السبيل
للجنة .
والكلمات كثيرة ، ويجمعها أن الإسلام دين الفطرة ، والأمن ، والسعادة ، والأحكام
الحكيمة ، والأخلاق الرفيعة ، ومن رام المقارنة بين الإسلام وغيره من الأديان
المحرَّفة ، أو الأنظمة والقوانين البشرية : فسيتبين له بجلاء أوجه الاختلاف ، وأنه
ليس ثمة مجال للمقارنة أصلاً .
8. وتصف " ميري واتسون " – الأمريكية الحاصلة على ثلاث درجات علمية ، وبعضها في علم
اللاهوت لحظة تسلل نور الإيمان إلى قلبها فتقول : شعرت في ليلة - وأنا مستلقية على
فراشي وكاد النوم يقارب جفوني - بشيء غريب استقر في قلبي ، فاعتدلت من فوري ، وقلت
: يا رب أنا مؤمنة بك وحدك ، ونطقت بالشهادة ، وشعرت بعدها باطمئنان ، وراحة تعم كل
بدني ، والحمد لله على الإسلام ، ولم أندم أبداً على هذا اليوم الذي يعتبر يوم
ميلادي .
انتهى
وننصحك – أختنا الفاضلة – بقراءة كتاب : ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ، للشيخ
أبي الحسن الندوي ، وكتاب : الإسلام على مفترق الطرق ، والطريق إلى الإسلام ، وهما
للأستاذ محمد أسد ، والثلاثة متوفرة باللغة الإنجليزية .
كما ننصحك بقراءة قصص واقعية لمن اهتدوا إلى الطريق المستقيم ، وأسلموا لله تعالى ،
وفيها بيان : كيف اهتدوا ، وما هي خطواتهم الأولى نحو الهداية ، وذلك تحت هذا
الرابط :
http://www.themwl.com/AlDaawa/default.aspx?ct=1&cid=7&l=AR
ونسأل الله
لك الثبات على الحق ، والتوفيق للعلم النافع ، والعمل الصالح .
والله الموفق