الحمد لله.
الشيخ سعد الحميد .
والحديث قد رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ قَالَ صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ فَقَالَ : ( أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ ) رواه البخاري .
وفيما يلي طائفة من شرح الحافظ ابن حجر رحمه الله لهذا الحديث :
قَوْله : ( صَلَّى لَنَا ) أَيْ إِمَامًا ,
قَوْله : ( فِي آخِر حَيَاته ) جَاءَ مُقَيَّدًا فِي رِوَايَة جَابِر أَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْل مَوْته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَهْرٍ . قَوْله : ( أَرَأَيْتَكُمْ ) الْمَعْنَى أَعَلِمْتُمْ أَوْ أَبْصَرْتُمْ لَيْلَتكُمْ ,
قَوْله : ( فَإِنَّ رَأْس ) أَيْ عِنْد اِنْتِهَاء مِائةِ سَنَة .
قَوْله : ( لا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْر الأَرْض ) أَيْ الآن مَوْجُودًا أَحَد إِذْ ذَاكَ ,
قَالَ اِبْن بَطَّال : إِنَّمَا أَرَادَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ هَذِهِ الْمُدَّة تَخْتَرِم الْجِيل الَّذِي هُمْ فِيهِ , فَوَعَظَهُمْ بِقِصَرِ أَعْمَارهمْ , وَأَعْلَمهُمْ أَنَّ أَعْمَارهمْ لَيْسَتْ كَأَعْمَارِ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْ الأُمَم لِيَجْتَهِدُوا فِي الْعِبَادَة . وَقَالَ النَّوَوِيّ : الْمُرَاد أَنَّ كُلّ مَنْ كَانَ تِلْكَ اللَّيْلَة عَلَى الأَرْض لا يَعِيش بَعْد هَذِهِ اللَّيْلَة أَكْثَر مِنْ مِائَة سَنَة سَوَاء قَلَّ عُمْره قَبْل ذَلِكَ أَمْ لا , وَلَيْسَ فِيهِ نَفْي حَيَاة أَحَد يُولَد بَعْد تِلْكَ اللَّيْلَة مِائَة سَنَة . وَاَللَّه أَعْلَم . انتهى
وهذا الحديث من أعلام نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وأنّه أخبر بأمر مستقبلي ووقع كما أخبر وقد استدلّ به العلماء الثقات في الردّ على بعض الصوفية الذين يقولون بأنّ الخضر عليه السلام لا يزال حيا إلى الآن .