كانا على علاقة محرمة ثم تابا وتزوجا من غير ولي فكيف يتصرفون الآن ؟
أنا مقيم بفرنسا ، تزوجت بامرأة أرملة لها أولاد ، وكانت لي معها علاقة غير شرعية – زنا – وتزوجنا بعدها وتبنا إلى الله توبة نصوحاً ، وقد حضر زواجنا إمام من تلك البلدة ، وشهود ، كانوا 5 أشخاص ، ولم أدرِ في ذلك الوقت بشرط الولي في الزواج ، وبعد زواجنا سألتها عن رأي والديها ، قالت لي : بأنهما غير موافقين على الزواج ، مع العلم أن والديها يعيشان في المغرب ، وهي تعيش بفرنسا ، لكن بعد الزواج سامحوها ، والآن العلاقة معهم حميمة ، فزارونا ، وزرناهم ، والآن لدي معها بنتان ، فأرشدوني ، جزاكم الله خيراً ، هل العقد صحيح أم لا ؟ وما عليَّ فعله ؟
الجواب
الحمد لله.
أولاً:
نسأل الله تعالى أن يتقبل توبتكما ، ويغفر لكما ، ويعينكما على طاعته ، وحسن عبادته
.
ثانياً:
عقدكم النكاح من غير موافقة ولي الزوجة عليه : باطل ، ويجب عليكم إعادته ، بحضور
الولي ، وإن لم يحضر فإنه يوكل من يعقد النكاح نيابةً عنه .
فعن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لاَ نِكَاحَ
إِلاَّ بِوَليٍّ ) .
رواه الترمذي ( 1101 ) وأبو داود ( 2085 )
وابن ماجه ( 1881 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي "
.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
"جمهور العلماء يقولون : النكاح بغير ولي باطل ، يعزرون من يفعل ذلك ، اقتداء بعمر
بن الخطاب رضي الله عنه ، وهذا مذهب الشافعي ، بل طائفة منهم يقيمون الحد في ذلك
بالرجم، وغيره" انتهى
.
" مجموع الفتاوى " ( 32 / 21 )
.
وقال - أيضا - :
"دلَّ القرآن في غير موضع ، والسنَّة في غير موضع ، وهو عادة الصحابة ، إنما كان
يُزَوِّج النساءَ الرجالُ ، لا يعرف عن امرأة تزوج نفسها ، وهذا مما يفرق فيه بين
النكاح ، ومتخذات أخدان ، ولهذا قالت عائشة : (لا تزوج المرأة نفسها ؛ فإن البغي هي
التي تزوج نفسها)" انتهى.
" مجموع الفتاوى " ( 32 / 131 )
.
وقال صاحب " عون المعبود " ( 6 / 101 ) :
"والحق : أن النكاح بغير الولي باطل ، كما يدل عليه الحديث"
انتهى
.
والواجب عليكما الآن إذا أردتما تصحيح العقد وجعله موافقاً للشرع : أن يُعاد العقد
مرة أخرى بحضور ولي الزوجة وموافقته .
وينبغي أن يُعلم أن عليكم الإسراع بتصحيح هذا الوضع ، لأن إقامتكم الآن معاً محرمة
، لأن العقد الذي تم بينكما في السابق غير صحيح .
ويمكنك ـ من أجل المبادرة إلى ذلك ـ أن تتصل بأبيها في الهاتف ويقول لك : زوجتك
ابنتي فلانة وتقول قبلت ، وذلك في حضور شاهدين يعلمان صوت الأب ويسمعانه .
ثالثاً:
أما بخصوص الأبناء : فإنهم يُنسبون إليك لأنك عقدت النكاح بدون الولي وأنت تظن أنه
صحيح .
والله أعلم