زكاة العملات إن جمعت على سبيل الهواية
لدي هواية جمع العملات من عدة دول مختلفة ، وأنا أحتفظ بها أكثر من 4 سنوات وسمعت أنه يجب أن أقوم بدفع الزكاة ، وأنا لم أدفع شيئاً حتى الآن من الزكاة - علماً بأن مجموعها قرابة الألف - ، فكيف أزكي تلك العملات ؟
الجواب
الحمد لله.
لم تبين في سؤالك هل ما جمعته من العملات القديمة ، أو الحديثة التي لا يزال الناس
يتعاملون بها ؟ .
والعملات لا تخلو من حالتين :
الحال الأولى : أن تكون العملات التي جمعتها قديمة ، وقد انتهى التعامل بها ، فهذه
نوعان :
1. أن تكون العملة من الذهب والفضة ، فهذه تجب فيها الزكاة إذا كانت نصاباً بنفسها
، أو كان عندك من الذهب أو الفضة ما يكمل النصاب ، فتزكيها كل سنة .
ونصاب الذهب 85 جراما ونصاب الفضة 595 جراما .
2. أن تكون العملة من غير الذهب والفضة ، وقد انتهى التعامل بها الآن ، فهذه لا تجب
فيها الزكاة ؛ لأنها فقدت قيمتها النقدية .
الحال الثانية : أن تكون العملات التي جمعتها هي عملات قائمة الآن ومتداولة ، فهذه
فيها الزكاة سواء كانت من ذهب أو فضة ، أو كانت من الأوراق النقدية المعروفة أو من
المعادن إذا بلغت نصابا ، وسبق بيان نصاب الذهب والفضة ، أما نصاب النقود فهو إذا
بلغت النقود قيمة نصاب الذهب أو الفضة أيهما أقل .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : لي قريب كان لديه هواية في جمع العملات
الأجنبية قديماً , وانقطع عنها , فهل يزكي عنها أم لا ؟ وإذا كانت هذه العملات قد
مضى عليها الزمن ولا يتعامل بها , فما الحكم ؟
فأجاب : " إذا كان اتخذها على سبيل التجارة أي : يتكسب فيها , فيشتري هذه العملة بـ(10)
ثم يبيعها بعد ذلك بـ(20) ، فهذه عروض تجارة , تقدر قيمتها عند تمام الحول ، ويخرج
ربع العشر ، وأما إذا كان مجرد هواية واقتناء فإن بقيت ماليتها أي : مالية هذه
النقود , فهي على قيمتها تزكى قيمتها , وإن أبطلت وانتهى التعامل بها ، فلا شيء
فيها " انتهى
.
فعلى هذا ، إذا كانت هذه العملات التي معك هي من الذهب أو الفضة ، أو كانت يتعامل
بها الآن ففيها الزكاة ، وعليك الاجتهاد في تقويمها لكل سنة مضت وإخراج الزكاة ،
وهو ربع العشر .
والله أعلم