هل يجوز أن تنام مع أختها في سرير واحد
سؤالي عن السرير والنوم للإخوة ، وهذا إن كانت البنت 2 بالغات والصغرى لا فهل تتوسطهما في النوم إذا جمعا السريرين
الجواب
الحمد لله.
دلت السنة الصحيحة على وجوب التفريق بين الأولاد في المضاجع إذا بلغوا عشر سنين ،
فقد روى أبو داود (418) ـ وصححه الألباني ـ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ
أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ( مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ
، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي
الْمَضَاجِعِ ) .
وروى الدارقطني والحاكم عن سبرة بن معبد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا
بلغ أولادكم سبع سنين ففرقوا بين فرشهم و إذا بلغوا عشر سنين فاضربوهم على الصلاة )
والحديث صححه الألباني في "صحيح الجامع"
برقم 418
وهذا يشمل الذكور مع الذكور ، والإناث مع الإناث ، والذكور مع الإناث .
وقد فسر أهل العلم التفريق في المضاجع بأمرين:
الأول : التفريق بين فرشهم ، وهذا هو ظاهر الحديث الثاني .
الثاني : ألا يناما متجردين على فراش واحد ، فإن ناما بثيابهما من غير ملاصقة جاز
ذلك عند أمن الفتنة .
قال زكريا الأنصاري رحمه الله : " التفريق في المضاجع يصدق بطريقين : أن يكون لكل
منهما فراش ، وأن يكونا في فراش واحد ولكن متفرقين غير متلاصقين ، وينبغي الاكتفاء
بالثاني ; لأنه لا دليل على حمل الحديث على الأول وحده . قال الزركشي : حمله عليه
هو الظاهر بل هو الصواب للحديث السابق : ( فرقوا بين فرشهم ) مع تأييده بالمعنى وهو
خوف المحذور " انتهى من "أسنى المطالب" (3/113).
وقال في "كشاف القناع" (5/18) : " ( وإذا بلغ الإخوة عشر سنين ذكورا كانوا أو إناثا
, أو إناثا وذكورا فرق وليُّهم بينهم في المضاجع فيجعل لكل واحد منهم فراشا وحده )
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( وفرقوا بينهم في المضاجع ) أي حيث كانوا ينامون
متجردين كما في المستوعب والرعاية " انتهى.
وبناء على ذلك فالأصل أن يكون لكل بنت فراش ، وألا تشارك أختها البالغة أو الصغيرة
فيه ، لكن إذا لم يتيسر ذلك ، واحتجن إلى النوم جميعا في سرير واحد ، أو إلى نوم
اثنتين في سرير ، فلا بأس ، على أن يكون لكل واحدة منهن غطاء أو لحاف يخصها .
قال الحافظ ابن حجر في نوم الجماعة في فراش واحد :" وثبت من طرق أخرى أنه يشترط أن
لا يجتمعوا في لحاف واحد " انتهى من "فتح الباري" (7/204).
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد والرشاد .
والله أعلم .