علاج وسواس الشك
أخي يعاني من مرض الشك...فهل من دواء لهذا المرض ؟
الجواب
الحمد لله.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشفي كل مريض ، ويعافي كل مبتلى
بهذا المرض ، وأن يعيذ المسلمين من الشيطان الرجيم .
ثم نوصيك بحث أخيك على سلوك سبيلين مهمين للعلاج ، وهما :
الأول : العلاج الشرعي : ويبدأ هذا العلاج بترك الاسترسال مع الشك والوسواس ،
فالشريعة لا تأمر الناس بما يسقمهم ، وقد نص الفقهاء على أن صاحب الوسواس والشك
الكثير لا يلتفت إلى شيء من الشكوك التي تعرض له ، وعبادته صحيحة إن شاء الله ، فمن
بدأ بهذه القناعة الشرعية قطع على الشيطان سبيله الذي دخل منه ، وخطا خطوة أولى نحو
الشفاء والعلاج إن شاء الله تعالى .
يقول ابن القيم رحمه الله في "إغاثة اللهفان" (1/135)
" فمن أراد التخلص من هذه البلية فليستشعر أن الحق في اتباع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في قوله وفعله ، وليعزم على سلوك طريقته عزيمة من لا يشك أنه على الصراط
المستقيم ، وأن ما خالفه من تسويل إبليس ووسوسته ، ويوقن أنه عدو له ، لا يدعوه إلى
خير ، إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ، وليترك التعريج على كل ما خالف
طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كائنا ما كان ، فإنه لا يشك أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان على الصراط المستقيم ، ومن شك في هذا فليس بمسلم ، ومن علمه
فإلى أين العدول عن سنته ، وأي شيء يبتغي العبد غير طريقته ، ويقول لنفسه : ألست
تعلمين أن طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الصراط المستقيم ؟! فإذا قالت له
: بلى . قال لها : فهل كان يفعل هذا ؟ فستقول : لا . فقل لها : فماذا بعد الحق إلا
الضلال ؟! وهل بعد طريق الجنة إلا طريق النار ، وهل بعد سبيل الله وسبيل رسوله إلا
سبيل الشيطان ، فإن اتبعت سبيله كنت قرينه ، وستقولين : يا ليت بيني وبينك بعد
المشرقين فبئس القرين " انتهى .
ثم عليه بالمحافظة على الأذكار والأوراد الشرعية في الصباح والمساء وأذكار الطعام
ودخول الخلاء ونحوها ، فهي وقاية من الشيطان ، وحصن حصين من خطرات النفس السيئة ،
ولتكن مداومته عليها مداومة تفكر وتعقل وتدبر ، وليست مداومة نطق مجرد باللسان .
كما أن في قراءة القرآن الكريم أثراً بالغاً في النفس ، في تهذيبها وتقويمها ،
وخاصة سورة البقرة التي ينفر منها الشيطان ، فليحرص أحدنا على ورده اليومي من كتاب
الله تعالى .
وخلال ذلك لا يمل من الدعاء والسؤال والتوجه إلى الله بحاجته ، فالرب سبحانه كريم
جواد ، لا يرد سائلا صادقا ، ولا تنفد خزائن كرمه وجوده ، يحب الملحين في الدعاء ،
وقد وعد بالإجابة ما لم يعجل أحدنا فيقول : دعوت ولم يستجب لي .
الثاني : العلاج الحسي السلوكي : وهذا لا بد فيه من مراجعة الطبيب أو المستشار
النفسي المختص ، فهو أدرى بالأساليب التي يمكن أخذ النفس عليها كي تعتدل في تفكيرها
وتتخلص من اضطرابها ، وقد يساعده ببعض الأدوية النافعة في هذا الشأن ، فليتشجع
لمراجعة أهل الاختصاص ، ولا يتردد في ذلك ، فإن للوسواس مضاعفات بالغة ، ينبغي عليه
تداركها قبل فوات الأوان .
وفي موقعنا مجموعة من الإجابات المفيدة في هذا الموضوع : (1174)
، (11449) ، (10160)
، (20159) ، (39684)
، (62839)
والله أعلم .