طريقة مبتدعة لطلب الرؤيا بعد الاستخارة
غالبا ما يتعسر على الشخص أمور ، فيقال له استخر ، أو اطلب من ربك الرؤيا.. وهناك أساليب عدة لطلب الرؤيا : ومن الطرق المجربة :
يقوم الشخص بالصلاة ركعتين لله ، وقراءة كل من السور التالية : الليل (7) مرات ، الشمس (7) مرات ، سورة التين (7) مرات ، بعد ذلك نقوم بحمد الله وثنائه والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء بدعاء الاستخارة .. أو طلب الرؤيا المعينة ، يتوجب من الشخص الإيقان الكلي بقدرة الله على إيجاب طلبه ، تتوجب طهارة المكان وخلوه من الصور وذوات الأرواح ، كذلك يفضل عدم التحدث مع أي شخص بعد طلب الرؤيا ، يقوم بها الشخص لمدة (7) أيام ، وربما تحدث قبل ذلك بأيام قليلة . مجربة بإذن الله .
ما حكم هذا العمل ؟ هل هناك دليل عليه ؟ أم أنه لا يجوز ؟
الجواب
الحمد لله.
هذا العمل بدعة لا تجوز ، فهو تخصيص عبادة بطريقة معينة لم ترد في الشرع .
وقد أحدث الناس في صلاة الاستخارة كثيراً من البدع .
فمن ذلك : تكرار قراءة سور معينة في صلاة الاستخارة – كما ورد في السؤال - ، وكذا
تكرار صلاة الاستخارة نفسها لمدة سبعة أيام ، فهذه أنواع من التحديد والتخصيص فيها
تشريع زائد على الدين ، واستدراك على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .
ومنها : أيضا اعتقاد بعضهم ضرورة وقوع الرؤيا بعد صلاة الاستخارة ، كي يسترشد بها
المستخير ، بل ويرون أن الاستخارة من غير رؤيا بعدها غير صحيحة ولا نافعة .
وقد نبه العلماء على هذا الخطأ .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "فتاوى نور على الدرب" (فتاوى الصلاة/صلاة
الاستخارة) :
" لا يشترط أن يرى المستخير شيئاً يدله على أن هذا هو الأفضل له ، بل متى تيسر له
الشيء بعد استخارته فليعلم أن هذا هو الخير ، إذا كان قد دعا ربه بصدق وإخلاص ؛ لأن
في دعاء الاستخارة يقول الرجل أو المرأة المستخيرة : ( اللهم إن كنت تعلم أن هذا -
ويُسَمِّي حاجتَه - خير لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي )
فإذا تيسر له الأمر بعد الاستخارة فليعلم أن هذا هو الخير ؛ لأنه دعا الله أن يختار
له ما هو خير ييسره له ، فإذا تيسر فهذا علامة أن ذلك هو الخير .
وربما يرى الإنسان شيئا يدل على أن هذا هو الخير له ، وربما ييسر الله له من يشير
عليه بشيء فيأخذ بمشورته فيكون هو الخير.
المهم أنك إذا استخرت الله بصدق وإخلاص فما يجري بعد ذلك بأي سبب من الأسباب فهو
الخير لك إن شاء الله تعالى.
وأما قول بعض الناس لا بد أن يرى الإنسان في الرؤيا أنه اختير له الإقدام أو الترك
: فهذا لا أصل له ، لكن بمجرد ما يستخير ثم يهيأ له الفعل أو الترك فإننا نعلم أن
الله تعالى اختار له ما هو خير ؛ لأنه قد سأل ربه أن يختار له ما هو خير"انتهى
بتصرف يسير.
وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم : (5882)
.
والله أعلم .