تنزل منه قطرات بول بعد قضاء الحاجة وتسبب له الوسوسة
أصبت منذ حوالى 3 سنوات بمرض بسيط كان من نتيجته أنني أجد في ثيابي بعد التبول - أكرمكم الله - قطرات من البول، وهي حقيقية يا شيخنا وليست من وساوس الشيطان الرجيم، فكنت أضطر إلى تغيير ملابسي بعد انقطاع البول وارتداء ملابس طاهرة للصلاة، ولكثرة الملابس الملقاة للغسيل بدا لي أن ألبس ثوبا للخلاء وثيابا للصلاة، ولكن ثوب الخلاء كنت أخرج به من الحمام وأجلس هنا وهناك في البيت، فظننت أن الأرض والمقاعد التي أجلس عليها نجسة، وكذا الموكيت (السجاد) وإذا أمسكت قلما أو كتابا أو أي شيء في البيت اعتقدتُ نجاسته، وسول لي الشيطان بالجهل ذلك، حتى مقابض الأبواب والسيارة ولعب بي ذلك العدو كما يلعب الصبي بالجوز، فأرجو أن تبين لي الأمور التالية : كيف أتطهر وأطهر ثيابي للصلاة، وهل أطهر الملابس الداخلية فقط أم غيرها، وهل يلزم وضع شاش أو قماش مع العلم أن ذلك شاق كما تعلمون؟
هل حقا ينجس ما أجلس عليه بالثياب النجسة، مع العلم أن الثياب قد تكون مبتلة بعد الاستنجاء، وإن تنجس فكيف أطهره، هذا شبه مستحيل! وقد كنت تركت الاستنجاء من البول لأيام لانقطاع الماء، وظننت أن حالتي لا ينفع فيها الاستنجاء!!!! ولكني تبت من ذلك، فماذا أفعل الآن؟! - وهل أستطيع حضور الجماعة في المسجد، - في كثير من الأحيان يكون لدي عمل أو دراسة، فأخرج من البيت في الصباح وأعود قرب المغرب، وأنا حاليا أحصر نفسي عن البول وأصلي في عملي حتى أرجع إلى البيت، ولكن هذا يشق كثيرا لا سيما في الشتاء، فماذا أفعل؟؟ - أنا حاليا عندما ينقطع البول بعد قضاء حاجتي أغير الملابس النجسة وأغتسل (نعم أغتسل!!) وألبس الملابس الطاهرة ثم أصلي أو أذهب إلى عملي أو غيره، وأنا أعرف أن ديننا دين التيسير لم يأت بمثل هذا، ولكني لا أعلم ما هو الصواب .
الجواب
الحمد لله.
1- من الأفضل أن تجعل للصلاة ثوبا خاصا كما ذكرت ، فإذا انقطع البول استنجيت ،
وبدلت ملابسك . والمقصود بثوب الصلاة : ما يشمل الملابس الداخلية وما يلبس فوقها
مما يحتمل وصول النجاسة إليه .
2- النجاسة القليلة كقطرات البول ، لا تنتقل عادة إلى الأرض والمقاعد والسجاد ، بل
غايتها أن تنتقل إلى السراويل وقد تنتقل إلى الثوب الخارجي ، والقاعدة : "أنه لا
يحكم بنجاسة شيء بمجرد الشك والظن" .
3- إذا كنت خارج البيت ويشق عليك حمل ملابس خاصة للصلاة ، فينبغي أن تستعمل مناديل
ونحوها ، لمنع وصول قطرات البول إلى ملابسك ، فإذا انقطع البول أزلتها واستنجيت
وتوضأت .
4- ينبغي الحذر من الوسوسة ، فإنها داء إذا تمكن من الإنسان نغص عليه عيشه وأوجب
همه وحزنه ، وما ذكرت في سؤالك من ظنك تنجس السجاد والأرض ، واغتسالك أيضا ، كل ذلك
يوحي بأنك مبتلى بهذه الوسوسة ، فبادر بالعلاج الطبي لمسألة البول ، وبادر بعلاج
الوسوسة الذي حاصله : الإكثار من ذكر الله وطاعته ، وعدم الالتفات للوسوسة ،
والإعراض عنها .
نسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك ويصلح بالك .
والله أعلم .