حديث تبغض العرب فتبغضني
ما درجة صحة هذا الحديث : عن سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يا سلمان لا تبغضني فتفارق دينك . قلت : يا رسول الله وكيف أبغضك وبك هداني الله ؟ قال : تبغض العرب فتبغضني )
الجواب
الحمد لله.
أولا :
نص هذا الحديث كما يلي :
عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( يَا سَلْمَانُ ! لاَ تَبْغَضْنِي فَتُفَارِقَ دِينَكَ .
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ! كَيْفَ أَبْغَضُكَ وَبِكَ هَدَانَا اللَّهُ ؟
قَالَ : تَبْغَضُ العَرَبَ فَتَبْغَضُنِي ) .
هذا الحديث رواه الترمذي (رقم/3927) ، والبزار في "مسنده" (2513) والطبراني
في "المعجم الكبير" (6/238) ، والحاكم في "المستدرك" (4/86) وغيرهم
من طريق أبو بدر شجاع بن الوليد ، عن قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن سلمان .
وهذا إسناد ضعيف ، فيه علتان :
1- قابوس بن أبي ظبيان : قال ابن معين : ضعيف الحديث . وقال أبو حاتم : لا يحتج به
. وضعفه الدارقطني وغيره . انظر "تهذيب التهذيب" (8/306)
2- الانقطاع بين أبي ظبيان – وهو حصين بن جندب – وبين سلمان الفارسي رضي الله عنه .
قال الترمذي بعد روايته الحديث : " وسمعت محمد بن إسماعيل [ يعني : البخاري ] يقول
: أبو ظبيان لم يدرك سلمان ، مات سلمان قبل علي " انتهى. وقال ابن أبي حاتم في
"المراسيل" (50): لا أظن حصين بن جندب سمع من سلمان . وانظر: "تهذيب
التهذيب" (2/380) .
والحديث أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (7/270) من طريق خالد بن عبد الرحمن ،
عن مسعر ، عن أبي هاشم الرماني ، عن زاذان ، عن سلمان .
وهذه متابعة ضعيفة جدا بسبب خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن سلمة المخزومي المكي :
وهو ذاهب الحديث ، ورماه عمرو بن علي الفلاس بالوضع .
ولذلك قال الحافظ المنذري في "أجوبة على أسئلة في الجرح والتعديل" (ص/84): " حديث
منكر " انتهى. وقال الشيخ الألباني رحمه الله : " ضعيف
الإسناد " انتهى. "السلسلة الضعيفة" (رقم/2029)
ثانيا :
ضعف هذا الحديث لا يعني عدم ثبوت أي فضل لجنس العرب ، فقد وردت أحاديث كثيرة في هذا
الباب ، القليل منها صحيح ، والكثير منها ضعيف أو موضوع .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وفي المسألة آثار غير ما ذكرته ، في بعضها نظر ، وبعضها موضوع " انتهى.
"اقتضاء الصراط المستقيم" (ص/159)
ويقول أيضا رحمه الله معلقا على هذا الحديث :
" فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم بغض العرب سببا لفراق الدين ، وجعل بغضهم
مقتضيا لبغضه .
وقد سبق في موقعنا الحديث عن موضوع تفضيل جنس العرب ، وبيان ما هو الفهم الصحيح
لهذه المسألة ، وذلك في جواب السؤال رقم : (115934)
.
والله أعلم .