صوَّره والده عندما كان صغيراً وهو يقضي حاجته ويغتسل ، وإخوته يرون ذلك الآن !
صورني أبي عندما كنت صغيراً في الحمام وأنا أقضي حاجتي ، وأستحم ، وعندما كبرت أصبح يرى هذا الفيديو إخوتي ، وهم يضحكون عليَّ ، إنها حقّاً مأساة ، فما حكم ذلك ؟ .
الجواب
الحمد لله.
أولاً:
اختلف العلماء المعاصرون في حكم التصوير الفوتوغرافي ، والتصوير بالفيديو ، وقد سبق
في جوابي السؤالين : ( 10326 ) و (
12786 ) أن رجحنا تحريمهما ، إن كان
تصويراً لذوات الأرواح .
وفي جواب السؤال رقم : ( 10668 )
تحريم الصور ولو للذكرى .
وإذا كان هذا هو قول العلماء في الصور ولو كانت لأطفال يصلون ، فأولى أن يكون
التحريم لأطفال يقضون حاجتهم ! أو يغتسلون عراة ! .
وقد تساهل كثيرون في هذه المسألة ، فصوروا بناتهم صغاراً ، ثم لما كبرن ، وتزوجن ،
كانت صورهن تتداولها الأيدي ، وتقلب النظر فيها العيون ، وليت الأمر وقف عند
المحارم ، بل تعداه إلى الأجانب ! حتى صار من الصعوبة بمكان جمع تلك الصور ، أو
أشرطة الفيديو لإتلافها ، ومثله يقال في تصوير الأبناء وهم عراة يغتسلون ، وأما
تصويرهم عند قضاء الحاجة فإنه جمع بين حرمة التصوير وكشف العورة في حال لا ينبغي أن
يطلع عليها أحد ، وهو فعل منافٍ للحياء والعفاف ، والفطرة السليمة .
فالواجب على الآباء المبادرة فوراً لإتلاف الصور التي يحتفظون بها لأولادهم –
ذكوراً وإناثاً – وبخاصة تلك التي يكونون فيها على حال لا ينبغي أن يراهم عليها أحد
، وهو ما نوصي والدك بفعله ، وعليه أن يراعي حرمة النظر إلى العورات ، ويراعي شعورك
تجاه عرض تلك الصور والأفلام أمام أشقائك ، وغيرهم .
بل إذا قدر أن التصوير في أصله حلال ، وأن تصوير مثل هذا المنظر حلال : لم يكن من
حق الوالد أن يحتفظ بهذه الصور ، ويعرضها على الآخرين وأنت في هذه السن الكبيرة ،
وتتأذى بذلك ، أو يتسبب لك في سخرية الآخرين !!
وفي حال عدم استجابته : اطلب من أشقائك عدم النظر إلى تلك الصور والأفلام ، ولعلَّ
الله أن يخلصك من هذه المشكلة ، وأن يُزيل عنك همَّها ، وغمَّها .
والله أعلم