الحمد لله.
ثانياً : تأبين الميت ورثاؤه على الطريقة الموجودة اليوم من الاجتماع لذلك والغلو في الثناء عليه لا يجوز ، لما رواه أحمد وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث عبد الله بن أبي أوفى قال : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المراثي ) ، ولما في ذكر أوصاف الميت من الفخر غالباً وتجديد اللوعة وتهييج الحزن . وأما مجرد الثناء عليه عند ذكره أو مرور جنازته أو للتعريف به بذكر أعماله الجليلة ونحو ذلك مما يشبه رثاء بعض الصحابة لقتلى أحد وغيرهم فجائز ، لما ثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : مروا بجنازة فأثنوا عليها خيراً ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( وجبت ) ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وجبت ) ، فقال عمر رضي الله عنه : ما وجبت ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة ، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار ، أنتم شهداء الله في الأرض ) . رواه البخاري ومسلم .