الحمد لله.
أولاً :
لقد سرنا ما ذكرتِ من كون الأسماء العربية تعمل على ربط الإنسان بأصله ، وتقلل من عملية انصهاره في المجتمع الغربي . ولهذا فينبغي التمسك بهذا الرأي ، واختيار اسم حسن يدل على كون الطفل مسلماً ، فإن هذا جزء من الهوية التي ينبغي التمسك بها والمحافظة عليها .
وأما النظر إلى ما ذكره الزوج من الوظيفة والنظرة العنصرية ، فهذا وإن كان له ما يبرره عند الزوج إلا أنه لا يوازي مفسدة الانصهار في المجتمع وفقدان الهوية ، والحرمان من فرصة الإعلان بالإسلام والدعوة إليه ، وهذا ما ينبغي أن يحرص عليه الإنسان ويرجوه لأبنائه أن يكونوا دعاة إلى دينهم ، متمسكين به ، معتزين بقيمهم وأصولهم .
ثم إن المستقبل لا يعلمه إلا الله ، والوقائع اليوم تدل على سرعة انتشار الإسلام وتقدمه في هذه المجتمعات ، ولله الحمد .
فنصيحتنا أن تختارا لابنكما اسماً حسناً من أسماء المسلمين المعروفة كمحمد وأحمد وعبد الرحمن ، فإن لكل إنسان نصيباً من اسمه ، وقد روى مسلم (2132) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللَّهِ : عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ).
ثانياً :
تكره التسمية بـ "دين" لما في ذلك من المحذور اللفظي ؛ لأنه يسأل عنه في البيت مثلاً فيقال : هل يوجد دين ؟ أو : هل دين عندكم ؟ فيقال : لا . فهذا من المنطق المكروه والمستهجن ، لتضمنه أن البيت خالٍ من الدين .
وقد روى مسلم (2136) عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رضي الله عنه قَالَ : (نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُسَمِّيَ رَقِيقَنَا بِأَرْبَعَةِ أَسْمَاءٍ : أَفْلَحَ وَرَبَاحٍ وَيَسَارٍ وَنَافِعٍ) .
ورواه الترمذي (2836) بلفظ : ( لَا تُسَمِّ غُلَامَكَ رَبَاحٌ ، وَلَا أَفْلَحُ ، وَلَا يَسَارٌ ، وَلَا نَجِيحٌ ، يُقَالُ: أَثَمَّ هُوَ ؟ فَيُقَالُ : لا ) وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي .
وينظر في آداب التسمية جواب السؤال رقم(1692) ،
ونسأل لنا ولكم التوفيق والسداد .
والله أعلم .